Sophismes linguistiques : La troisième voie vers un nouvel arabe classique

Cadil Mustafa d. 1450 AH
184

Sophismes linguistiques : La troisième voie vers un nouvel arabe classique

مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة

Genres

To be

لا يظهر في اللغة العربية لأن الوجود متضمن في الكلام ولا يحتاج إلى إثبات، لكأن الديكارتية، بل المثالية الفلسفية بأسرها متضمنة في هذا الحذف.

وقد يذهب البعض بعيدا في تفسير تجاهل فعل الكينونة في الجملة الاسمية، ويراه قصورا ناجما عن طبيعة حياة الصحراء الساكنة الساجية الرتيبة، حيث لا شيء هناك وراء الأشياء الواقعية البسيطة المحدودة، ليس ثمة فعل كلي، ليس ثمة فاعلية بشرية حضارية متراكمة، ليس ثمة غير «وعي جماعي لم يتعرف على الأفعال الكبرى الفيزيقية للحضارات القديمة، لم يدرب عقله للنظر إلى ما وراء الطبيعة من خلال علاقاته الإنتاجية التي يعرف من خلالها عالمه الميتافيزيقي؛ لهذا غاب عنه أن يكون الوجود نتاجا لفعلي الكينونة والصيرورة، واكتفى فقرا وعيا وثقافة وحضارة بالنبأ أو الخبر؛ لهذا فالسماء الممتدة مجرد مبتدأ وخبر، وليست موضوعا أو جوهرا وفعل صيرورة مضمرا وصفة أو محمولا ... أخبار بني ... أخبار القدماء ... أخبار الحروب القديمة ... ليس ثمة غير الخبر يحرك بركته الراكدة، خبر عن الحب، السطو، الإغارة، المطر، الرياح، العواصف، الغائبين ... الصحراوي مستلب من الفعل المركب العميق، الفعل الإنساني للحضارات الكبرى، الذي يستشف منه فعل الصيرورة الكامن في الوجود والكون، الفاعلية البشرية المتراكمة، تفاعلها مع الطبيعية إلى القدر الذي يتمايز في عقلها البشري، وفعلا الكينونة والصيرورة في الأشياء الكبرى التي تمس الوجود، حتى لو كان فعل الآلهة، حيث المحيط الأزلي ... النطفة الأولى ... ومن ثم التكون والصيرورة.»

28

وباختصار، ليس ثمة غير خبر، أو انتظار لخبر.

أما د. حسن حنفي فيرى أن «فعل الكينونة ليس مجرد فعل، بل هو الوجود المتضمن فيه، يظهر في اللغات الأجنبية ولا يظهر في اللغة العربية لأن الوجود متضمن في الكلام ولا يحتاج إلى إثبات كما لاحظ الفارابي من قبل في كتاب الحروف.»

29

وأما د. عثمان أمين فيقف وقفة طويلة عند غياب فعل الكينونة في العربية، ويستكشف فيه فلسفة بتمامها! يرى د. عثمان أمين أن لغتنا العربية في طبيعة بنيتها وتركيبها لا تحتاج الجملة الخبرية فيها إلى إثبات فعل الكينونة، فنحن نقول في العربية، على سبيل الإخبار: «فلان شجاع» دون حاجة إلى أن نقول: «فلان يكون شجاعا»، ونقول: «كل إنسان فان» دون حاجة إلى أن نقول: «كل إنسان يكون فانيا». وإذا قلنا في العربية مثلا: إن «الأمة العربية واحدة» ثبت هذا المعنى في نفوسنا ثبوتا لا يحتاج بعده إلى شيء من الخارج، لا فعل الكينونة ولا أي رمز آخر من رموز اللغة أو أي أمر من أمور الحس. والفكرة المفهومة من الارتباط واضحة ماثلة دائما في نفس العربي، يلتفت إليها حين يواجه المعنى، فإذا أراد أن يبرزها أو أن يؤكدها مثلها بلفظ مثل قوله: «إنه هو الحق»، ومعنى هذا أن الإسناد في اللغة العربية يكفي فيه إنشاء علاقة ذهنية بين «موضوع» و«محمول» أو مسند إليه ومسند، دون حاجة إلى التصريح بهذه العلاقة نطقا أو كتابة، في حين أن هذا الإسناد الذهني لا يكفي في اللغات الهندوأوروبية إلا بوجود لفظ صريح مسموع أو مقروء، يشير إلى هذه العلاقة في كل مرة، وهو فعل الكينونة في اصطلاحهم، ويسمونه في تلك اللغات «رابطة»

Copula

من شأنها أن تربط بين الموضوع والمحمول إثباتا أو نفيا، وقد التفت بعض المناطقة الغربيين في العصور الحديثة إلى تكلف هذه «الرابطة» اللفظية في أكثر اللغات الهندوأوروبية: فقد بين جون ستيوارت مل في كتابه «نسق في المنطق» أننا لا نحتاج في الحقيقة إلى شيء سوى «الموضوع» و«المحمول»، وأن «الرابطة» إنما هي مجرد علامة على ارتباطهما من حيث هما موضوع ومحمول.

Page inconnue