Mufradat alfaẓ al-Qur'an
مفردات ألفاظ القرآن
Chercheur
صفوان عدنان الداودي
Maison d'édition
دار القلم
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤١٢ هـ
Lieu d'édition
الدار الشامية - دمشق بيروت
٥٥-
فأعنهم وابشر بما بشروا به ... وإذا هم نزلوا بضنك فانزل
«١» وتَبَاشِير الوجه وبِشْرُهُ: ما يبدو من سروره، وتباشير الصبح: ما يبدو من أوائله.
وتباشير النخيل: ما يبدو من رطبه، ويسمّى ما يعطى المبشّر: بُشْرَى وبشَارَة.
بصر
البَصَر يقال للجارحة الناظرة، نحو قوله تعالى: كَلَمْحِ الْبَصَرِ [النحل/ ٧٧]، ووَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ [الأحزاب/ ١٠]، وللقوّة التي فيها، ويقال لقوة القلب المدركة:
بَصِيرَة وبَصَر، نحو قوله تعالى: فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [ق/ ٢٢]، وقال:
ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى [النجم/ ١٧]، وجمع البصر أَبْصَار، وجمع البصيرة بَصَائِر، قال تعالى: فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ [الأحقاف/ ٢٦]، ولا يكاد يقال للجارحة بصيرة، ويقال من الأوّل: أبصرت، ومن الثاني: أبصرته وبصرت به «٢»، وقلّما يقال بصرت في الحاسة إذا لم تضامّه رؤية القلب، وقال تعالى في الأبصار: لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ
[مريم/ ٤٢]، وقال: رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا [السجدة/ ١٢]، وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ [يونس/ ٤٣]، وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ [الصافات/ ١٧٩]، بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ [طه/ ٩٦] ومنه: أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف/ ١٠٨] أي: على معرفة وتحقق. وقوله:
بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
[القيامة/ ١٤] أي: تبصره فتشهد له، وعليه من جوارحه بصيرة تبصره فتشهد له وعليه يوم القيامة، كما قال تعالى: تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ [النور/ ٢٤] . والضرير يقال له: بصير على سبيل العكس، والأولى أنّ ذلك يقال لما له من قوة بصيرة القلب لا لما قالوه، ولهذا لا يقال له:
مبصر وباصر، وقوله ﷿: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ [الأنعام/ ١٠٣] حمله كثير من المفسرين على الجارحة، وقيل:
ذلك إشارة إلى ذلك وإلى الأوهام والأفهام، كما قال أمير المؤمنين ﵁: (التوحيد أن لا تتوهمه) «٣» وقال: (كلّ ما أدركته فهو غيره) .
والبَاصِرَة عبارة عن الجارحة الناظرة، يقال:
رأيته لمحا باصرا «٤»، أي: نظرا بتحديق، قال ﷿: فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً
[النمل/ ١٣]، وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً [الإسراء/ ١٢]
(١) البيت لعبد قيس بن خفاف وهو شاعر جاهلي كان يعاصر حاتم طيئ. والبيت في المفضليات ص ٣٨٤، والأصمعيات ص ٢٣٠، واللسان (بشر)، وتهذيب إصلاح المنطق ١/ ٨٩، ومعاني الفراء ١/ ٢١٢. (٢) انظر: الأفعال ٤/ ٦٩. (٣) انظر تفسير الرازي ١/ ٢٨١. (٤) في المثل: لأرينّك لمحا باصرا، يضرب في التوعد. المستقصى ٢/ ٢٣٧.
1 / 127