154

Détail de l'Histoire des Arabes avant l'Islam

المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام

Maison d'édition

دار الساقي

Numéro d'édition

الرابعة ١٤٢٢هـ/ ٢٠٠١م

Genres

حارة رطبة في الغالب، يتضايق منها الإنسان، وتكون غير صحية في بعض الأماكن. ويطلق على بعض أقسام التهائم "الغو" و"السافلة"؛ لانخفاض بقاعها. وقد ذهب بعض العلماء إلى إطلاق تهامة على طول الأغوار الساحلية الممتدة من شبه جزيرة سيناء وبحرالقلزم إلى الجنوب١. وسأتحدث عنها فيما بعد.
وتكون هذه السلاسل مانعًا -للأبخرة المتصاعدة من البحر الأحمر والبحر العربي- من وقوع الأمطار في أواسط بلاد العرب وفيما وراء السفوح الشرقية للسّراة والسفوح الشمالية للسلاسل الجبلية الجنوبية، لذلك كثرت الأودية القصيرة التي تسيل فيها المياه في هذه المناطق، وزادت فيها إمكانيات الخصب والزراعة عن البقاع التي وراء السَّراة حتى الخليج.
وفي نجد، وهي هضبة يبلغ ارتفاعها زهاء ٢٥٠٠قدم، ومنطقة جبلية تتكون من "الغرانيت"، يقال لها جبل "شمر"، وهي من مواضع "طيء" التي اشتهر أمرها قبل الإسلام اشتهارًا كبيرًا، وقد عرفت قديمًا بجبلَيْ طيء.
وتتألف من سلسلتين، يقال لإحداهما أجأ، وللأخرى سلمى٢. وهناك منابع عديدة للمياه في شعاب هذه السلسلة وفي السهل الكبير المنبسط بينهما. ويمكن الحصول على المياه فيها بوفرة تحت طبقات الرمال والصخور٣. وأما جبل "طويق" فهو مرتفعات تقع في الوسط الشرقي من نجد وفي جنوب شرقي الرياض، وتتألف من الحجارة الرملية وتحيط بها الصخور والحجارة الكلسية، وتدل البحوث على أن من الصخور والموارد البركانية ما قذفته البراكين إلى هذه الجهات٤.

١ البلدان "٢/ ٤٢٦"،"٦/ ٣١١" صفة "ص٥٤، ١١٩ وما بعدها، بلوغ الأرب "١/ ١٨٨".
٢ تاريخ نجد، للألوسي "ص٢١". Moritz، s، ٦، handbook، vol.، ١، p.، ١٣
٣ وهبة ص ٦٣.
٤ moritz، s، ٦.
الأنهار والأودية:
ليس في جزيرة العرب أنهار كبيرة بالمعنى المعروف من لفظة نهر مثل نهر دجلة أو الفرات أو النيل؛ بل فيها أنهار صغيرة أو جعافر. وهي لذلك تعد في جملة الأرضين التي تقل فيها الأنهار والبحيرات، وفي جملة البلاد التي يتغلب

1 / 157