349

Dissipation des tristesses dans les histoires des Ayyoubides

مفرج الكروب في أخبار بني أيوب

Maison d'édition

دار الكتب والوثائق القومية - المطبعة الأميرية

Lieu d'édition

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Genres

ولما بلغ الملك الناصر صلاح الدين ما فعل سيف الدين كتب إلى القاضى كمال الدين بن الشهرزورى والأمراء يقول:
" لو أن نور الدين علم أن فيكم من يقوم مقامى، أو يثق إليه مثل ثقته بى، لسلم إليه مصر التي (١) هى أعظم ممالكه وولاياته (٢)، ولو لم يعجل عليه الموت لم يعهد إلى أحد بتربية ولده والقيام بخدمته غيرى، وأراكم قد تفردتم بمولاى وابن مولاى دونى، وسوف أصل إلى خدمته، وأجازى [إنعام والده بخدمة يظهر أثرها، وأقابل] (٣) كلا منكم على سوء صليعه في ترك الذّب عن بلاده ".
ذكر منازلة الفرنج بانياس وعودهم عنها
[١٧١] ولما علم الفرنج وفاة نور الدين ﵀ اجتمعوا وساروا إلى قلعة بانياس وحصروها، فجمع الأمير شمس الدين بن المقدّم العساكر عنده بدمشق، وخرج منها وراسلهم ولا طفهم، ثم أغلظ لهم في القول، وقال:
" إن أنتم صالحتمونا، وعدتم عن بانياس، فنحن على ما كنا عليه؛ وإن أبيتم ذلك، أرسلنا إلى سيف الدين صاحب الموصل، وصلاح الدين صاحب مصر، ونستنجدهم، ونطلب بلادكم من جهاتها كلها، فلا تقومون لنا، وأنتم تعلمون أن صلاح الدين كان يخاف أن يجتمع بنور الدين، والآن فقد زال ذلك الخوف، وإذا طالبناه إلى بلادكم لا يمتنع ".
فعلموا صدقهم، وصالحوهم على شئ من المال أخذوه، وأسرى أطلقوا لهم كانوا عند المسلمين، وتقررت الهدنة بينهم.

(١) س: " الذى ".
(٢) س: " أعظم مملكته ".
(٣) ما بين الحاصرتين زيادات عن النص في (الروضتين، ج ١، ص ٢٣١).

2 / 7