Mufakhara entre l'eau et l'air

Ahmad Barbir d. 1226 AH
23

Mufakhara entre l'eau et l'air

المفاخرة بين الماء والهواء (مطبوع ضمن كتاب المفاخرات والمناظرات)

Maison d'édition

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

ولم نزل في ضيافه المنام، تقرينا أياديه السرور في الأحلام، حتى لفظ الشرق من لهواته ياقوته سهيل، ودب مشيب الفجر في عارض الليل، فنهضنا للصلاة، وجلس كل منا في مصلاه، حتى طلعت شمس صاحبنا الفّلق، على الصاحب ابن عباد، فنفذ شعاعها من ظواهرنا إلى كل قلب منا وفؤاد، ثم دخلنا عليه وسلمنا ودعونا له بطول البقا، فأجاب وأجاد وأجاز وتلقنا أحسن اللقا، ثم جاءت القهودة التي طابت منظرا وخبرا وذوقا وشما، ثم جيء بقصبات التبغ فارتضعنا منها كل ثدي يلذ دره ريحا ولنا وطعما. فلما استوفيا منها أوفر حظ، وخلا مجلسنا من كل بارد ثقيل فظ، وشرب ذلك البحر المحيط بالفضل غليونه، وأراد أن يلقي عليّ لكوني من الساحل بعض درره الثمينة، بادرته بالدعاء، وعرضت عليه مفاخرة الماء والهواء، وسألته فصل الخطاب، والإنعام بالجواب. فالتفت عند ذلك للماء وأخيه، وقال: إن كلا منكما محق فيما يدعيه، فما أشبهكما في السماء بالفرقدين وفي الأرض بالعينين، ففضلكما معجز لا يكاد يميز أحدكما عن أخيه مميز، وقد نفع الله بكما العالم على تباين أنواعه وأشكاله، وقد ورد أن الخلق عيال الله وأن أحبهم إليه أنفعهم لعياله، فلا تشتغلا بالمفاخرة عن شكر هذه النعمة، واعلما أن حب الفخار أهبط إبليس إلى حضيض اللعنة من أوج

1 / 45