وهو واصل ومعه يلباي دوادار السلطان، وهو الذي ثبت معه في الوقعة، وسودون والطويل وبقية العكسر تأخر في حلب، وتحرر أن عسكر الروم متفق مع علي دولات، والقضاة: من الشافعية شمس الدين المزلق، ومن الحنفية عماد الدين إسماعيل الناصري، ومن المالكية برهان الدين أحمد المريني، ومن الحنابلة النجم بن مفلح، والأتابكي بمصر أزبك الظاهري.
وفي مستهلها رجع نائب الشام قجماس إلى دمشق من وقعة علي دولات، وزينت دمشق يومئذٍ لدخوله. وفي منتصف ليلة الجمعة رابعه احترق الفرن الذي تحت القلعة، مع بعض سوق المارستان، والرابع حول الفرن. وفي يوم الجمعة حادي عشره كبر السواد الأعظم، وحملوا الأعلام بالجامع الأموي على النائب قجماس، بسبب سلاخوره لقبضه السيد الشريف المنتسب لسيدي الشيخ عبد القادر الكيلاني، لما أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وحرق الحشيش، فأرضى الناس النائب المذكور بالتأييد لهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه معهم في ذلك.
وفي يوم الثلاثاء خامس عشره ورد مرسوم شريف من مصر بأن يرمى على أكابر دمشق، وعين به جماعة، كل واحد منهم على قدره، شعيرًا عدة خمسة آلاف غرارة، بثمنه، من الملا الذي بالقلعة.
وفي مستهل صفر يوم الأربعاء منها، نادى نائب الشام قجماس باجتماع الجيش بالسلاح في دار السعادة، فظن الناس أنه يكبس العرب، ثم بعد ساعة من اجتماعهم بالسلاح تبين أنه يريد كبس أهل الشاغور، فراجعه القضاة في ذلك، فأرسلهم إليهم، فذهبوا ثم أتوه بأكابرهم، فأكد عليهم في قبض المناحيس، وإن لم يفعلوا يخرب الشاغور.
وفي يوم الثلاثاء رابع عشر صفر شاع بدمشق أن الحاجب الكبير سيباي انفصل منها، وولي نيابة حماة، وأن يلباي دوادار السلطان بدمشق، تولى حاجبًا كبيرًا مكان سيباي المذكور. وفي ليلة الثلاثاء هجم الحرامية على الخواجا شمس الدين بن القونصي، أحد مشائخنا بالإجازة في الصالحية، وذبحوه وسريته التي كان يحبها، وأخذوا ماله، ويقال إن طواشيه بشير هو الفاعل مع جماعة لذلك. وفي هذه الليلة هجم الحرامية على ابن الحوارني
1 / 57