33

Grand Introduction

Genres

الصنف الثاني وأما الصنف الثاني فإنهم ذكروا أن للكواكب دلالات على الأشياء الكلية كالأركان الأربعة التي هي النار والهواء والماء والأرض وعلى استحالة بعضها إلى بعض وعلى الأجناس والأنواع الكلية كدلالاتها في معنى الجنس على الحي العامي الذي يقال على كل جسم من الأجسام الذي له الحياة وكما يدل في معنى النوع على الإنسان والفرس والحمار وسائر الأنواع العامية فزعموا أنها إنما تدل على الأركان الأربعة واستحالة بعضها إلى بعض وانتقالها من حال إلى حال وعلى الأجناس والأنواع الكلية فإنها لا تدل على الأشخاص الوحدانيات التي تكون من هذه الأركان الأربعة كسعيد وخالد وفرس واحد وحمار واحد ولا تدل على أجزاء الأشخاص أيضا كالرأس واليد والرجل وسائر الأعضاء ولا على حالاتها كالقيام والقعود والمرض والصحة وسائر الحالات المختلفة الكلية والجزئية التي لكل شخص من أشخاص العالم

فرددنا عليهم قولهم بحجتين إحداهما أن الأصل المتفق عليه عند الفلاسفة أن كل شخص في هذا العالم من الأشخاص الطبيعية هو مركب من الأركان الأربعة التي هي النار والهواء والماء والأرض لأن هذه الأركان موجودة في كل شخص في هذا العالم وأن البارئ جعل الأجناس والأنواع هي الفاعلة في هذه الأركان بعلة حركات الكواكب عليها لأن كل شخص يكون أو يفسد في هذا العالم فإنما يكون بحركة الأركان وانتقال بعضها إلى بعض وعن حركة الشمس والكواكب عليها تنفعل فيها تلك الحركة التي هي الانتقال والاستحالة فالكواكب إذا هي علة لحركات هذه الأركان ولاستحالة بعضها إلى بعض ولها الدلالة على الأجناس والأنواع كما زعموا فهي إذا علة الكون والفساد اللذين يكونان من هذه الأركان بإذن الله ولأن الجنس والنوع والأركان الأربعة والكون والفساد موجود في كل شخص من الأشخاص والكواكب دالة على الأجناس والأنواع وعلى الأركان الأربعة واستحالة بعضها إلى بعض وعلى الحركات التي هي ابتداء الكون والفساد فالكواكب إذا دالة على الأشخاص المفردة وإذ دلت على الأشخاص المفردة فهي دالة على أجزاء الأشخاص وعلى حالاتها أيضا

Page 108