326

وقد ذكرت الأوائل أن زحل والمريخ إذا اقترنا دلا على السعادة لأن كل واحد منهما يعدل طبيعة صاحبه وقولهم هذا صواب إلا أنه يحتاج إلى بيان وذلك لأن لكل واحد منهما طبيعتين فأما أحد الطبيعتين فهي لازمة له وأما الطبيعة الأخرى فربما انتقل منها إلى خلافها فطبيعة زحل باردة يابسة وربما انتقل من اليبس فصار باردا رطبا وطبيعة المريخ حارة يابسة وربما انتقل من اليبس فصار حارا رطبا وقد ذكرنا في القول الرابع من كتابنا هذا متى يقوى أو يضعف طبيعة كل واحد منهما ومتى ينتقلان من طبيعة إلى طبيعة وإن ذلك يكون من حالهما من فلك أوجهما ومن مواضعهما من البروج ومن أفقهما من الشمس ومن موضعهما من أرباع الفلك فإذا كان اقترانهما في البروج النارية وهي الحمل ومثلثاته فإنه يقوي حرارة المريخ وينقص رطو بته وينقص أيضا برد زحل ورطو بته ويزيد في يبسه فأما اقترانهما في البروج الأرضية وهي الثور ومثلثاته فإنه يقوي يبس المريخ وينقص رطو بته ويقوي برد زحل ويبسه فأما اجتماعهما في البروج الهوائية وهي الجوزاء ومثلثاتها فإنه يقوي اعتدالهما وممازجتهما ورطو بتهما وأما اقترانهما في البروج المائية وهي السرطان ومثلثاته فإنه ينقص حرارة المريخ ويبسه ويغيره إلى الرطوبة ويزيد في برد زحل ورطو بته وكذلك حالتهما من الشمس فإنه يقوي أو يضعف طبيعتهما لأنه من وقت مفارقة الشمس إ ياهما إلى مقامهما الأول تتغير طبيعتهما إلى الرطوبة كما يتغيران إذا كانا في الجوزاء ومثلثاتها ومن مقامهما الأول إلى استقبالهما الشمس تتغير طبيعتهما إلى الحرارة كما يتغيران إذا كانا في الحمل ومثلثاته ومن بعد استقبالهما لها إلى المقام الثاني تتغير طبيعتهما إلى اليبس كما يتغيران إذا كانا في الثور ومثلثاته ومن بعد المقام الثاني إلى اجتماعهما معها تتغير طبيعتهما إلى البرد كما يتغيران إذا كانا في السرطان ومثلثاته

Page 748