وقد ذكرت الأوائل أن زحل والمريخ إذا اقترنا دلا على السعادة لأن كل واحد منهما يعدل طبيعة صاحبه وقولهم هذا صواب إلا أنه يحتاج إلى بيان وذلك لأن لكل واحد منهما طبيعتين فأما أحد الطبيعتين فهي لازمة له وأما الطبيعة الأخرى فربما انتقل منها إلى خلافها فطبيعة زحل باردة يابسة وربما انتقل من اليبس فصار باردا رطبا وطبيعة المريخ حارة يابسة وربما انتقل من اليبس فصار حارا رطبا وقد ذكرنا في القول الرابع من كتابنا هذا متى يقوى أو يضعف طبيعة كل واحد منهما ومتى ينتقلان من طبيعة إلى طبيعة وإن ذلك يكون من حالهما من فلك أوجهما ومن مواضعهما من البروج ومن أفقهما من الشمس ومن موضعهما من أرباع الفلك فإذا كان اقترانهما في البروج النارية وهي الحمل ومثلثاته فإنه يقوي حرارة المريخ وينقص رطو بته وينقص أيضا برد زحل ورطو بته ويزيد في يبسه فأما اقترانهما في البروج الأرضية وهي الثور ومثلثاته فإنه يقوي يبس المريخ وينقص رطو بته ويقوي برد زحل ويبسه فأما اجتماعهما في البروج الهوائية وهي الجوزاء ومثلثاتها فإنه يقوي اعتدالهما وممازجتهما ورطو بتهما وأما اقترانهما في البروج المائية وهي السرطان ومثلثاته فإنه ينقص حرارة المريخ ويبسه ويغيره إلى الرطوبة ويزيد في برد زحل ورطو بته وكذلك حالتهما من الشمس فإنه يقوي أو يضعف طبيعتهما لأنه من وقت مفارقة الشمس إ ياهما إلى مقامهما الأول تتغير طبيعتهما إلى الرطوبة كما يتغيران إذا كانا في الجوزاء ومثلثاتها ومن مقامهما الأول إلى استقبالهما الشمس تتغير طبيعتهما إلى الحرارة كما يتغيران إذا كانا في الحمل ومثلثاته ومن بعد استقبالهما لها إلى المقام الثاني تتغير طبيعتهما إلى اليبس كما يتغيران إذا كانا في الثور ومثلثاته ومن بعد المقام الثاني إلى اجتماعهما معها تتغير طبيعتهما إلى البرد كما يتغيران إذا كانا في السرطان ومثلثاته
Page 748