وأما عطارد فإنه في الفلك السادس وهو قصير الوتر قريب من الشمس كثير الرجوع والاحتراق والاختفاء فشبه في كثرة احتراقه ورجوعه وقربه من الشمس بالمرضى وضعفاء الأبدان الذين لا قوة لهم ويشبه في كثرة حركته واختلافحالاته بالخدم والأشقياء فصارت
له الدلالة على العلة والمرض والشقاء والعبودية وصارت للبيت السادس الدلالة على مثله
وأما القمر فإنه في الفلك السابع وهو كثير الاجتماع مع الشمس والاستقبال لها فصارت له الدلالة على النساء والتزويج والمصادقة والمطالبة وصارت للبيت السابع الدلالة على مثل ذلك وأما البيت الثامن فإنه ينسب دلالته إلى دلالة التي كانت لزحل قبل خروج المولود من بطن أمه وإلى طبيعته النحسة المفسدة المتلفة المميتة فسمي البيت الثامن بيت الموت
وأما البيت التاسع فسمي بيت السفر والنقلة والدين وأعمال البر لرجوعه إلى المشتري الدال على الحالة الثانية لأن المولود عند خروجه من بطن أمه ينتقل من مكان إلى مكان ومن حال إلى حال ومن طبيعة زحل إلى طبيعة المشتري فلذلك دل على السفر وكما أن المشتري سعد ودل من سعادة الدنيا على المال والغناء والثروة كما ذكرنا قبل وسعادة الآخرة تكون بالدين فلذلك دل على الدين وصار لهذا البيت مثل دلالته وأيضا فلأن المشتري والزهرة سعدان والسعادات على نوعين أحدهما سعادة الدنيا والثاني سعادة الآخرة وسعادة الآخرة أفضل من سعادة الدنيا وإنما يطلب ذلك بالدين والمشتري أسعد من الزهرة فلذلك صارت له الدلالة على الدين الذي به تطلب سعادات الآخرة التي هي أفضل وصارت للزهرة الدلالة على سعادات الدنيا من اللهو والسرور والفرح
وأما البيت العاشر فسمي بيت السلطان لرجوعه إلى المريخ الدال على طلب التسليط والرياسة والرئاسة والقهر والعز والحروب والقتال
Page 690