فأما رأس جوزهر القمر فإنه له الدلالة على الرياسة وعلى سعادة قليلة لأن القمر منه يبتدئ في الصعود في فلكه المائل والصعود والارتفاع سعادة وأما الذنب فإن طبيعته النحوسة لأن القمر منه يبتدئ في الهبوط في فلكه المائل والهبوط نحوسة والرأس قد يفعل في بعض الأوقات فعل النحوس والذنب يفعل فعل السعود ببعض العلل التي سنذكرها وكذلك رؤوس جوزهرات الكواكب وأذنابها في السعادة والنحوسة الفصل السابع في طبائع الكواكب وانتقالها من طبيعة إلى طبيعة وقوة طبيعتها اللازمة لها وضعفها
إن الكواكب كلها ليست في ذاتها بحارة ولا باردة ولا رطبة ولا يابسة وإنما تنسب هذه الأشياء ئلى إلى الكواكب لما يوجد من فعلها في هذا العالم وكل كوكب فله دلالة على ركنين فأحدهما هو الركن الثابت الذي لا ينتقل عنه ولكنه يتغير فيزيد في قوته أو في ضعفه على قدر مكانه من فلكه ومن برجه ومن أرباع الفلك وسائر حالاته
وأما الركن الآخر الذي للكوكب فربما كان ثابتا له وربما انتقل من طبيعته تلك إلى غيرها وإنما يكون ذلك لصعوده أو هبوطه في فلك أوجه أو لكثرة قبوله للتغييرات أو لقلة قبوله لها فينسب الكوكب إلى الطبيعة التي يقبلها عند اختلاف حاله
Page 418