155

Grand Introduction

Genres

فهذا ما زعم عامة أصحاب صناعة النجوم في طبائع الكواكب وعللها والسعود منها والنحوس والممتزج الفصل الثالث في ردنا على من زعم أنه إنما عرف

طبائع الكواكب وسعودها ونحوسها من ألوانها

قد ذكرنا في الفصل الذي قبل هذا ما زعم عامة أصحاب النجوم من طبائع الكواكب وسعودها ونحوسها والممتزج منها وإنهم إنما عرفوا ذلك من قبل ألوان الكواكب حين قاسوا إلى ألوان الأخلاط والأركان الأربعة فرددنا عليهم قولهم بأربع حجج

أولها أنا قلنا إن لون زحل مخالف للون المرة السوداء وللون الأرض لأن زحل رصاصي اللون وهذا مخالف للونين اللذين شبهتم بهما لون زحل فأما المشتري فإن كان في لونه صفرة فلا ينسب لونه إلى البياض لأن اللون الأبيض إذا مازجه بعض الألوان فإنه يتغير عن حد البياض إلى ذلك اللون الذي خالطه وأما الزهرة خاصة فإن الزرقة ظاهرة في لونها فلم نسبتم لونها إلى البياض وأما المريخ فإن كان إنما صارت طبيعته حارة لشبه لونه بالنار فقد نعلم أن الشمس أشد حرارة من المريخ فقد كان ينبغي أن يكون لون الشمس أشد حمرة من لون المريخ ولسنا نرى ذلك كذلك وأما عطارد فإنا وإن كنا نراه مختلف اللون فليس ذلك لأنه مختلف الطبيعة وإنما ذلك لأنا إذا نظرنا إليه يكون قريبا من الأفق فيتهيأ بيننا وبينه في وقت رؤيتنا إ ياه بخارات مختلفة وأما القمر فإنه لا ينسب لونه إلى البياض إلا من عدم حس البصر

وأما الحجة الثانية فإنا قلنا إنه ينبغي أن يقاس الشيء ئلى إلى ما هو من جنسه ولا يقاس إلى خلاف جنسه لأن الأجسام الأرضية مركبة من الأركان الأربعة وأجرام الكواكب ليست بمركبة منها بل هي أجرام بسيطة فينبغي أن لا يقاس أحدهما بالآخر وأن لا يجعل طبيعة الأجرام العلوية بالحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة مثل طبيعة الأجسام الأرضية باتفاق اللون

Page 368