Le Merveilleux
المدهش
Enquêteur
الدكتور مروان قباني
Maison d'édition
دار الكتب العلمية-بيروت
Édition
الثانية
Année de publication
١٤٠٥هـ - ١٩٨٥م
Lieu d'édition
لبنان
Régions
•Irak
Empires
Abbassides
لَو رَأَيْتهمْ والمعترك قد اعتكر وَقد تقدمُوا فِي القدموس فانبلج الْأَمر وجاش جأش الْجَيْش فِي افرة فَلم يتَمَيَّز الهلقام السرعرع من القلهزم الحنزقرة وَإِذا الغضنفر الدمكمك والقخر العلندي والضباضب الدلامر كلهم فِي مقَام أجفيل فَلَمَّا انزعجت الطباع تَذكرُوا قَبِيح الْجِنَايَة فمدوا أَيدي التَّسْلِيم للودايع فَخَضَّبَ الدِّمَاء محَاسِن وُجُوه طَال مَا صبرت على برد المَاء وَقت الأسباغ وحصدت مناجل السيوف زروع روس طَال مَا أطرفت فِي الأسحار وعادت خيولهم خلية عَنْهُم فوطئتهم بعد السنا تَحت السنابك واقتسم لحومهم عقبان السَّمَاء وسباع الأَرْض فكم من رجل رجل طالما قَامَت فصلت فصلت وَكم من يَد بِالدُّعَاءِ رفعت وَقعت وَكم من بطن حمل بالصيام مَا شقّ شقّ وَكم من عين كَانَت تعين الحزين بالفيض وَقعت فِي منقار طَائِر هَذَا حَدِيث الْأَجْسَام فَأَما الْأَرْوَاح فَفِي دَار السَّلَام وَالله مَا كَانَت إِلَّا غفوة حَتَّى أَعْطَاهُم الْعَفو عفوا عَفوه وكأنكم بأجسادهم الَّتِي تَفَرَّقت قد تلفقت وبالقبور الَّتِي جمعتهم قد تشققت وَقد قَامُوا بِالسِّلَاحِ حول الْعَرْش ينادون بِلِسَان الْحَال عَن صَاحبه حاربنا ولأجله قتلنَا وكلومهم يَوْمئِذٍ قد انفجرت فجرت اللَّوْن لن الدَّم وَالرِّيح ريح الْمسك فَليعلم الأشهاد حِينَئِذٍ أَنهم الشُّهَدَاء إسمع يَا من لَا يحارب الْهوى وَلَا سَاعَة فَلَو فاتتك الْغَنَائِم وَحدهَا قرب الْأَمر وَإِنَّمَا لقب جبان قَبِيح أَيْن أَرْبَاب العزائم القوية إمتلأت بالأبرار الْبَريَّة رحلوا عَنْهَا وفاتوا وَنحن متْنا وهم مَا مَاتُوا
(خلي طرفِي والبكا إِن كنت خلي ... فالحمى اقفر من جَار وَأهل)
(والح من لم يدر مَا طعم الأسى ... أَنا عَن لومك فِي اشغل شغل)
1 / 324