ابلاغه معلومات هامة، فافعلوا ذلك بواسطة سي الطاهر باشا الموجود في طرابلس، والذي يجب أن تبعث جميع مراسلاتك عن طريقه.» (٢٨)
٧
وهنا يجب أن أذكر، بحسب ترتيب الأحداث، أنذارا من الله أنبأني بالمصائب التي سأتعرض لها في مستقبل قريب. لقد كنا في منزل الربيع عندما أصاب قسنطينة مرض مريع، هو الريح الأصفر (الكوليرا) الذي أطلق عليه اسم «واف» (٢٩). وهو مرض كان يجعل من الرجل الصحيح، في لحظة، جثة هامدة وقد ظل يخرب مدينة قسنطينة مدة ١٧ يوما. مات في اليوم الأول ٢٢٠ شخصا من جملتهم ٢٢ جنزية من منزلي. وفي اليوم الثاني بلغ عدد الضحايا ٦٠٠ ثم ٧٠٠ في اليوم الثالث. وبعد ذلك صار الوبأ في نقصان إلى أن زال نهائيا في اليوم السابع عشر. ولم ينتشر في قسنطينة وحدها، وإنما بلغت الوفيات في جميع القبائل
_________
(٢٨) - قد تكون هذه الرسالة هي التي جعلت سار وغيره يعتقدون بأنه لم تكن هناك علاقة مباشرة بين الباي أحمد والباب العالي.
(٢٩) - أنظر صالح العنتري، ص ٦٩، حيث يقول: ان هذا الوبأ ظل مدة أيام يبيد يوميا ٥٠٠ شخص.
1 / 39