عن طريقي وأوصيكم، خاصة، أن تحيطوني علما بجميع الاقتراحات التي تعرض عليكم، وابقوا في طاعتي، ولا تبرموا السلم إلا إذا أمرتكم بذلك، ولا تقلقوا فإنني مهتم بكم.»
كانت هذه الرسالة تحمل خاتم رؤوف باشا، وسلمها لي رسل قسنطينة الذين نزلوا في طرابلس ومنها حملوما إلي.
وبدا لي أن إجابة السلطان لم تكن مرضية، فقررت أن أرسل من جديد أحد أعواني إلى القسطنطينية، وانتهيت إلى اختيار بلهوان وتكليفه بالذهاب إلى الوزير رؤوف يحمل إليه الرسالة التالية:
انظروا أيها السلطان كيف أصبحت اليوم ملاصقا للفرنسيين لقد استقروا في عنابة وصاروا، في كل يوم، يتقدمون ويتحصنون، ومن الممكن أن أهاجم من لحظة لأخرى وأنا مستعد لاضحي في سبيل ديننا الحنيف، ولاهلك دون أن استسلم إذا كانت تلك هي إرادتكم. ولكنه، إذا أردتم أن نقاوم، فابعثوا لنا النجدات وعززونا بنصائحكم وجيوشكم. وإذا رأيتم من المستحسن أن نستسلم إلى الفرنسيين فامروا بذلك، وإننا سنفعل في الحين، ومن سوء
1 / 31