102

Mémoires de l'Unicité

مذكرة التوحيد

Maison d'édition

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

[الفرق الإسلامية] [تمهيد] تمهيد كان الناسُ أمةً واحدةً على الحق بما أودع الله فيهم من فطرة الإسلام، وبما عهد إليهم من الهدى والبيان، فلما طال عليهم الأمد قست قلوبهم، فاجتالتهم الشياطين عن الصراط المستقيم، وسلكت بهم بنيات الطريق، فتمزقت وحدتهم، واختلفت كلمتهم. فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وكان الله عزيزًا حكيما. قال- تعالى-: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ﴾ [البقرة: ٢١٣] وقال: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ [الروم: ٣٠] وقال، ﷺ: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه، أو ينصرّانه، أو يمجسانه» . الحديث. وقد أمر الله- تعالى- في كتبه، وعلى ألسنة رسله بوحدة الكلمة، والاعتصام بشرعه،

1 / 107