Mes mémoires 1889-1951
مذكراتي ١٨٨٩–١٩٥١
Genres
السلام عليكم ورحمة الله. وبعد، فقد أهديتم إلينا بشخصكم الكريم كتابكم الجديد الذي أخرجتموه آية للناس عن الزعيم الثاني المغفور له «محمد بك فريد»، فجاء بعد أن أخرجتم كتاب الزعيم الأول «مصطفى كامل باشا» متمما للعقد الفريد، وكان حريا بفريد بك، فهو المثل الأعلى في الثبات على المبدأ والتضحية بالنفس والمال، وخير من أخلص لمصر وجاهد في سبيلها حق الجهاد حتى النفس الأخير، رحمه الله وأكرم منزله في عليين.
ولما لم يتسع لنا الوقت لقراءة هذا الكتاب الضخم فقد تصفحنا بعض صفحاته، ونحن أعرف بفريد وأعمال فريد وتضحية فريد، ولكنا لم نكن نتوقع أن تخرجوا كتابه هذا الإخراج البديع وأن تضمنوه هذا البيان الفذ الرائع وأن يكون تاريخه وهو ملء القلوب والأسماع ملء هذا السفر الكبير الذي جمعتم فيه أطراف حياته من كل نواحيها، وأفرغتموه في هذه السلسلة لتصلوا به سلسلتكم الذهبية في تاريخ الحركة القومية، فما برح الناس منتظرين من قلمكم البارع أن تكملوا هذا العمل النافع وأن يوفقكم الله لخير هذا الوطن ونفع أبنائه؛ إذ ليس شيء أجدى على مصر من تاريخ حياة بنيها وما قدموه من عمل صالح كريم تحسن الأسوة به والقدوة فيه، وآخر شائن ذميم يعافونه وينفرون منه، ليعرفوا أن الحياة ذكرى وأن أعمالهم محصية عليهم.
من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد .
فنشكركم أجزل الشكر ونثني عليكم ثناء مستطابا أنتم خير أهل له.
واقبلوا مزيد سلامنا واحترامنا.
عمر طوسون
21 / 8 / 1941
ولم يتح لي أن أهدي الأمير الجليل كتابي عن «ثورة سنة 1919» و«في أعقاب الثورة»؛ فلقد وافته المنية يوم 26 يناير سنة 1944، وحزنت عليه حزنا شديدا، وكانت فجيعة البلاد بوفاته جسيمة وخسارتها فيه لا تعوض، أسكنه الله فسيح جناته وأثابه بما أحسن إلى البلاد وأخلص لها إخلاص المجاهدين الصادقين.
سكرتيريتي للحزب الوطني
1932-1946
Page inconnue