Mes mémoires 1889-1951
مذكراتي ١٨٨٩–١٩٥١
Genres
وكنت أحظى بإهدائه إياي كتبه القيمة كلها، وأقابل كل هدية بما تستحقه من الشكر والتكريم.
وكان رحمه الله دقيقا في تقدير المؤلفات التي كانت تهدى إليه، ولما بدأت في إخراج «تاريخ الحركة القومية» أهديته كل كتاب يصدر منها، وكان يرسل لي خطابات شكر، ولاحظت أن عبارات الخطابات بدأت وجيزة ثم أخذت تتطور وتطول مما يدل على ازدياد تقديره لي مع الزمن.
أهديته الجزء الأول من تاريخ الحركة القومية، فجاءني منه جواب وجيز مؤرخ في 22 يناير سنة 1929 قال فيه:
حضرة صاحب العزة عبد الرحمن الرافعي بك
نشكر حضرتكم على حضوركم شخصيا لإهدائنا الجزء الأول من كتابكم «تاريخ الحركة القومية». وقد قبلناه بمزيد الامتنان وسنقرؤه بإمعان النظر ونضعه في مكتبتنا تذكارا لكم، وتقبلوا مزيد سلامنا.
عمر طوسون
ثم أهديته الجزء الثاني، فأرسل لي خطابا بحثت عنه كثيرا في محفوظاتي فلم أعثر عليه لكي أنشره هنا، ويظهر لي أنه لم يكن خطابا ذا بال؛ لأنه لو كان كذلك لنشرته في الصحف كما نشرت خطابات الأمير عن الكتب التالية.
وأخذ تقديره يزداد كلما ظهر جزء من المجموعة، فإذا قارنت بين خطابه لي عن الجزء الأول، وخطابه عن «عصر محمد علي» رأيت التدرج واضحا في هذا الصدد، قال في خطابه الأخير:
حضرة الأستاذ الكبير عبد الرحمن الرافعي بك
بعد أن أهديتم إلينا الجزء الأول والثاني من كتابكم البارع «تاريخ الحركة القومية» أصبحنا شغوفين ننتظر بفروغ صبر تتمة هذا المبحث الجليل، ونرقب بلهف بزوغ ثالث هذين الكوكبين، فإذا بيدكم البيضاء تخرجه لنا من غير سوء آية أخرى.
Page inconnue