توجهت مع «مدموازيل كليمان» إلى بولونيا، وأخذنا الشاي معا في قاعة استقبال الكلوب.
حضر الدكتور روبين اليوم، وطمأنني على «محمد»؛ حيث إنه لم يجد عنده التهابا في المصران، وقرر لعلاجه 15 يوما.
الاثنين 29 يونيو
دعيت إلى الشاي مع «مدموازيل كليمان » عند «مدام سيجفريد». وتوجهت الساعة الرابعة عند السيدة العاقلة المحترمة، فقابلتنا بترحيب ولطف زائدين. وقدمت لي مدموازيل فيجزون مفتشة مدارس البنات، وكانت قد دعتها خصيصا لكي تعرفني بها ولكي يمكنني بوساطتها مشاهدة المدارس الصناعية والتدبيرية.
الثلاثاء 30 يونيو
توجهت مع «مدموازيل فيجزون» لزيارة المدارس الصناعية والتدبير المنزلي للبنات. وسرني جدا ما رأيته وأحزنني، سررت لهم وحزنت علينا، فرحت لتقدمهم وتكدرت لتأخرنا، يلزمنا جيل بطوله وعرضه إذا كنا حاكمين أنفسنا إذا بقينا محكومين، لنحصل على درجتهم إذا مشينا وحذونا حذوهم. ولكن وا أسفاه من أين نتحصل على هذه الروح الحية، نثبت في عملنا ونثابر عليه لنصل إلى هذه الدرجة من الكمال.
في أثناء وجودي بباريس، دعيت لحضور اجتماع نسائي كبير تطالب فيه السيدات بمساواة المرأة بالرجل في الحقوق والانتخاب، وينادين بالسلام.
وقد عقد اجتماع كبير في صالة «الجورنال»، خطبت فيه عظيمات السيدات الفرنسيات مثل مدام سيجفريد وأفريل دي سانت كروا ومدموازيل كليمان وسيدات أخريات، وقد لاحظت روح الدعوة للسلام بين الشباب حتى بين الضباط أنفسهم، وقد سررت من هذا المظهر الجميل جدا، وصرت أعتقد أن الأوروبيين حقيقة قد وصلوا إلى درجة عظيمة من الرقي.
وقد حدث أن زرت «مدام سيجفريد» بعد ذلك، وتحدثنا في السلام وسألتها عما إذا كانت تعتقد أن السلام سيسود أوروبا، فأجابتني تلك السيدة العظيمة قائلة: لأجل أن يسود السلام العالم يجب أن نوطده في نفوسنا، ونهيئ له فيما حولنا، وبالطبع فإن ذلك يحتاج إلى زمن طويل.
عدنا بعد ذلك إلى «فيتيل»؛ حيث بدأ الباشا في أخذ حماماته وقد شعرت بالوحدة لعدم وجود والدتي معي، فكنت أقضي أغلب أوقاتي في النزهة مع ولدي في الحديقة أو في القرى القريبة من البلدة.
Page inconnue