165

Mes mémoires politiques

مذكراتي السياسية (السلطان عبد الحميد الثاني)

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

١٤٠٦

Lieu d'édition

بيروت

الشرق والاوروبيون
ان طراز التفكير عِنْد الاوربيين وَعند النَّصَارَى طراز غَرِيب ملىء بالتناقضات فَلَا يَسْتَطِيع الانسان أَن يحدد رَأْيه فيهم فيوما تراهم عريقين صَادِقين وَيَوْما سفلَة ظالمين كِتَابهمْ الْمُقَدّس يَأْمُرهُم بِالْمَعْرُوفِ فَلَا يسمعُونَ انهم أنَاس لَا يُؤمنُونَ بمبدأ وَلَا يدينون بدين يستصغرون رب الْعَالمين تَعَالَى الله عَمَّا يَقُولُونَ لقد جَاءَنَا أنَاس مِنْهُم بِصفة أساتذة أفاضل فأصابتنا الدهشة عِنْدَمَا عرفناهم وعرفنا دناءتهم ان مفاهيم الْحَيَاة عِنْدهم تغاير مفاهيمنا والبون يننا شاسع والهوة سحيقة كَيفَ يمكننا أَن نفكر فِي التعاون مَعَهم فِي مثل هَذِه الظروف
سهوم الحضارة الاوربية
ان الافكار المستوردة من أوربا تشكل خطرا كَبِيرا علينا وكارثة أليمة أرى من حَولي الْمُسلمين فأجدهم فطريين سعداء فَلَا أملك الا أَن أقاوم هَذِه الافكار الاوربية بِكُل مَا أُوتيت من قُوَّة انها سموم تخرب الْعُقُول والقلوب

1 / 196