159

Mes mémoires politiques

مذكراتي السياسية (السلطان عبد الحميد الثاني)

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

١٤٠٦

Lieu d'édition

بيروت

بِلَادهمْ سَالِمين غَانِمِينَ دون أَن يجلبوا مَعَهم سموم تِلْكَ الحضارة
لقد بذلنا جهودا كَبِيرَة كي يتلَقَّى شبابنا الْعُلُوم الاوربية وَيُوجد الْآن فِي ألمانيا فَقَط ١٥ طَبِيبا و٢٤ ضابطا وَعدد كَبِير من الطلاب الزراعيين وَغَيرهم كَمَا أرسلنَا عددا مماثلا الى فرنسا
وَيتَعَيَّن علينا كبح التسابق بَين النظراء فِي هَذَا الشَّأْن فانهم يصرفون أَمْوَالًا طائلة على هَؤُلَاءِ الشَّبَاب الامر الَّذِي يُؤَدِّي الى فتح جرح عميق فِي خزينة الدولة
التَّعْلِيم لَدَى العثمانيين
ان من يعرف العثمانيين لَا بُد لَهُ من أَن يعْتَرف بِأَن هَذِه الامة بطبعها وطبيعتها وادراكها لَيست دون غَيرهَا من الامم وَلَا يعجبن أحد من الامية المتفشية فِينَا فَلم تكن أمتنَا يَوْمًا تتهرب من تعلم الْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة فان رغبتها فِي الْعلم لَا تقل عَن رَغْبَة سَائِر الامم والشعوب لَكِن الصعوبة تكمن فِي كَيْفيَّة تعلم هَذَا الْعلم
ان من يملك شَيْئا من رجاحة الْعقل لَا يعادي الْعلم وَلَا

1 / 190