328

لأنا نقول : الاعراب ثابت له ، باعتبار المنقول عنه ، فيلزم ان تكون الأعلام المذكورة «فصيحة» لخلوها عما يخل بفصاحة المفرد مع اشتمالها على ما يخل بفصاحة الكلام .. فتأمل.

ثم ليعلم : ان احسن الأقوال وادقها ، ما اختاره بعض المحققين ، استنبطه مما تقدم ، وهو : ان المفرد والكلام في كلام المصنف محمولان على معناهما الحقيقي المتبادر منهما ، وهو : ان المراد بالمفرد ، ما ليس بمركب ، وبالكلام : المركب التام.

والمركب الناقص ، خارج عنهما ، لعدم اتصافه بالفصاحة والبلاغة بالنظر لذاته واتصافه بالفصاحة في قولهم : مركب فصيح ، انما هو باعتبار اتصاف مفرداته بها .. انتهى.

(و) يوصف بها ايضا : (المتكلم)، اذا كانت له ملكة الفصاحة الآتي بيانها ، (يقال : كاتب فصيح).

ليس المراد من الكاتب ، مطلق من ينقش الحروف على الأوراق والالواح ، ونحوهما ، الذي يمثل به في المنطق بقولهم : كل كاتب متحرك الأصابع.

بل المراد منه هنا : اخص من ذلك ، وهو : الذي له ملكة الاقتدار على تأليف كلام فصيح ، ونثر بليغ.

قيل : والنظم ، وهو : سهو ، بدليل : مقابلته بقوله : (وشاعر فصيح).

والحاصل : ان المتكلم اذا حصل له الملكة الآتية ، يقال له : فصيح ، تكلم بسجع ، او نظم ، او غيرهما

Page 330