272

الصدر الاول ، قبل فساد اللغة العربية ، وحين كان كلام اولئك المبدلين على تقدير تبديلهم يسوغ الاحتجاج به ، وغايته يومئذ تبديل لفظ يصح الاحتجاج به ايضا .

فلا فرق بين الجميع في صحة الاستدلال ، ثم دون ذلك المبدل ، ومنع من تغييره ونقله بالمعنى كما قال ابن الصلاح فبقى حجة في بابه صحيحة ، ولا يضر توهم ذلك الاحتمال السابق ، في شيء من استدلالهم المتأخر ، والله اعلم.

هذا كلامه برمته ، ولا يخفى ما في المسلك الأول من التكلف والتعسف ، فتأمل ولا تقلد.

ومن ذلك : يعلم صحة الاستدلال وعدمها ، اذا كان الشاهد مرويا (من كلام العرب ، الموثوق بعربيتهم) من الجاهليين ، والمخضرمين.

قال الشارح في آخر الخاتمة من فن البديع : المخضرمين بالخاء والضاد المعجمتين : وهم الذين ادركوا الجاهلية والاسلام مثل لبيد.

قال في الأساس : ناقة مضرمة : جذع نصف اذنها ، ومنه المخضرم الذي ادرك الجاهلية والاسلام ، كأنما قطع نصفه ، حيث كان في الجاهلية وسيأتي في بحث وقوع مفرد غير عربي في القرآن : ان المخضرم من الاسماء الاسلامية ، التي لم تكن العرب تعرفها بمعانيها الجديدة.

قال المحشى في الموضع المذكور : الشعراء على أربع طبقات الجاهليون : كامرء القيس ، وزهير ، وطرفة.

والمخضرمون : الذين ادركوا الجاهلية والاسلام ، كحسان ووليد.

والمتقدمون من أهل الاسلام : كفرزدق ، وجرير ، وذي الرمة.

Page 274