Muctamid Ibn Cabbad
المعتمد بن عباد: الملك الجواد الشجاع الشاعر المرزأ
Genres
لقد كان منهم بالسريرة أعلما
سينجيك من نجى من السجن يوسفا
ويؤويك من آوى المسيح ابن مريما
هذا الشاعر الوفي يشيد بممدوحه في أسره، ويلوم آسريه وهم أصحاب الدولة والسطوة، ويؤمل له النجاة والعود إلى ملكه، وفي هذا مخاطرة بنفسه، وتعرض لعقاب المرابطين وهو في سلطانهم، والشاعر في هذا كله لا يريد جزاء ولا شكورا، ولكنه الرثاء للصديق، والوفاء لصاحب المعروف.
قال المقري في نفح الطيب:
ولأبي بكر الداني المذكور في البكاء على أيامهم وانتثار نظامهم عدة مقطعات وقصائد هي قرة عين الطالب، ونجعة الرائد، وقد اشتمل عليها جزء لطيف صدر عنه في هيئة تصنيف سماه «السلوك في وعظ الملوك»،
9
ووفد على المعتمد بأغمات عدة وفادات لم يخل في جميعها من إفادات، وقال في إحداها: «هذه وفادة وفاء لا وفادة اجتداء.»
أقول: تقدم أنه أبى أن ينال شيئا من المعتمد بعد نكبته، فقول المقري أو من نقل عنه: «لم يخل في جميعها من إفادات»، لا أدري ما سنده. •••
وتصور هذا المرأى الفظيع: مر ابن اللبانة في أحد الأسواق؛ فإذا ابن من أبناء المعتمد، كان يلقب في سلطان أبيه بفخر الدولة، اضطره نكد الدنيا وقسوة الزمان، إلى أن يخدم في حانوت صائغ؛ ليحصل قوته، رآه ينفخ في الفحم ليشعل النار، فماذا يقول الصديق الشاعر حين يرى ابن المعتمد - وكم رآه في ظلال النعمة والسؤدد - ينفخ النار في حانوت صائغ؟! أي مرأى يهيج الأحزان، ويملي عبر الزمان ... قال:
Page inconnue