Muctamid Ibn Cabbad
المعتمد بن عباد: الملك الجواد الشجاع الشاعر المرزأ
Genres
أسلفنا قول المراكشي:
وكان فيه من الفضائل الذاتية ما لا يكاد يحصى؛ كالشجاعة والسخاء والحياء والنزاهة، إلى ما يناسب هذه الأخلاق الشريفة، وفي الجملة فلا أعلم خصلة تحمد في رجل إلا وقد وهبه الله منها أوفر قسم، وضرب له فيها بأوفى سهم.
وإذا عدت حسنات الأندلس من لدن فتحها إلى هذا الوقت فالمعتمد هذا إحداها؛ بل أكبرها.
وإن يكن في هذا القول غلو فهو دليل على مكانة المعتمد عند المؤرخين في عصره والعصور التالية، ويتبين من الفصول السابقة كثير من أخلاق المعتمد بن عباد، فالقارئ يرى سيرته في نعيمه وبؤسه، تبين عن أخلاق كريمة وشمائل شريفة.
وفي هذا الفصل جمع ما تفرق في الفصول الأخرى، وإجمال ما فصل فيها من شمائل الرجل ومناقبه: (1)
لا ريب أن المعتمد كان أميرا جوادا يرتاح إلى الجود، ويلذ العطاء، ويتوسل إلى مواساة أصحابه وقصاده وسائل شتى، ويفتن في الإحسان إليهم كما يقول أبو الطيب في أبي شجاع فاتك:
لطفت رأيك في بري وتكرمتي
إن الكريم على العلياء يحتال
ولهذا قصده الشعراء والكتاب من كل صوب.
ولم تفارقه الأريحة للعطاء، والسماح بالمال في أيام بؤسه وفقره، وهو أحوج إلى ما في يده، فقد أعطى الحصري الشاعر حين لقيه في طنجة وهو أسير يسار به إلى معتقله، وأرسل إلى شاعره الوفي أبي بكر الواني هبة حين زاره في أغمات فردها الشاعر.
Page inconnue