129

Muctabar

المعتبر (ج3) لأبي سعيد الكدمي

Genres

وأنه كل ما مسها وهي رطبة، والنجاسة الرطبة تفسد الرطب واليابس، وتنقض وضوء المتوضىء كان رطبا أو يابسا، فلهذا المعنى معي وقع على مخطمة السنور، خصوصا نقض الوضوء من سائر السنور، إذ لا ينقض بالعموم مسه، إذ هو لا يحكم عليه في العموم برطوبة، فينقض على العموم، ولا يكون هذا على العموم في المخطمة إلا وهو كذلك في مخصوص في سائر بدن السنور، على معاني هذا القول، إلا أنه حتى يعلم رطوبته أو يكون المتوضىء رطبا بمقدار ما يرطبه برطوبته ويأخذ منه، وأما الفأر فلا تثبت عليه أحكام معاني النواهش من السباع على الأغلب من عاداته، ولكنه يلحق شبه السنور في معنى شبه خلقه، وتلحقه الاسترابة من طريق المراعي لا من طريق أكل المحرمات من الميتة وشبهها، وإن كان لا يتعرى من ذلك فإنه نجس الأغلب من حاله مثل السنور، وغير خارج من أحوال الريب من سوء المراعي للنجاسات وأكلها مما قد عرف به، فلم يخل من أشباه السنور لشبهه له في الخلق وشيء من الأخلاق من سوء المرض، ولم يخرج من حال الشبه لسائر الطاهرات من غير النواهش من السباع والطير ، بخروجه من حال النواهش في العموم، والنواشر من السباع والطير، فلم يخل من شبه هذا ومن شبه هذا في تعلق القول فيه، فيلحقه أن يكون نجسا مفسد سؤره وبوله وبعره، هذا بالإضافة إلى أنه حرام لحمه، لمعنى شبهه لما يثبت فيه ذلك، ولا يخلو أن تلحقه الكراهية بغير تحريم، لما قد ذكرنا في جميع سؤره ورطوباته وبعره.

وقد قيل في بوله: إنه مثل بعره.

وقيل: إن بوله فاسد على حال، لأنه لا يكون أهون من الأنعام، وقد مضى معاني القول في الأنعام، ولا يخلو أن يلحقه معاني طهارة ذلك كله، وهو أشبه به معنا حتى تعلم نجاسته لثبوته في جملة الدواب الطاهرة، إلا بوله

وبعره، فإنه يلحقه معنى الاختلاف.

Page 132