رسول من السلطان يأمره بالاجتماع به فاجتمع به فقص عليه القصة مفصلة فعذره واعتذر إليه وقرره في الوظيفة وكان قد صمم على عدم القبول من أول يوم فاجتمع به القاضي المالكي وبلغه عن جماعة ما يقتضي التخويف والتهديد إذا استمر على الإعراض بما يخشى منه على المال والولد والعرض ثم صرف عن ذلك بشمس الدين محمد بن علي القاياتي في يوم الخميس رابع عشر المحرم سنة سبع وأربعين ثم أعيد الى ذلك بعد موت القاياني في يوم الخميس خامس صفر سنة خمسين ثم صرف عن ذلك وكان رحمه الله عقد مجلسا للإملاء قديما فأملى نحو مائة مجلس وزيادة ثم فتر عزمه عن ذلك ثم عاد إليه في يوم الثلاثاء أول صفر سنة سبع وعشرين فأملى بالخانقاه البيبرسية وشيئا من ذلك بالمدرسة الكاملية بين القصرين استملى عليه شيخنا الشيخ رضوان إلى أن مات بلغت أماليه ألف مجلس وأربعين مجلسا كلها في اليوم الأوسط من أيام الأسبوع وأكمل في املائه تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب الأصلي فجاء في مجلدين ضخمين وشرع في املاء تخريج أحاديث الأذكار للنووي بمغ فيها إلى قوله قال الترمذي وإنما أنكر عمر على أبي موسى ولم يعلم عمر بالأمر بالرجوع بعدها ووقف على هذه الكلمة فكانت جملة أماليه المطلقة مئة وخمسين مجلسا منها الأربعون حديثا المتباينات الأسانيد والمتون بشرط السماع وكثيرا من عشاريات الأشياخ والمتعلقة بتخريج أحاديث ابن الحاجب مئتان وثلاثون والمتعلقة بالأذكار ست مئة وستون وكان رحمه الله في أكث طلبه مفيدا في زي مستفيد إلى أن انفرد في حال شأنه من أهل زمانه بمعرفة فنون الحديث لا سيما رجاله وما يتعلق بهم وصنف فيها وفي غيرها التصانيف المليحة الجليلة السائرة الشاهدة له بكل فضيلة الدالة على غزارة فوائده وقد سارت بها الركبان وجمع أسماءها رحمه الله في كراسة مفردة فأولها في التقديم وأولاها بالتعظيم كتاب فتح الباري شرح البخاري في اثني عشر مجلدة ضخمة بخطه ومقدمته في مجلدة ضخمة تشتمل على
Page 74