فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لَا مُتَآزِفٌ ... وَلَا رَهِلٌ لَبَّاتُهُ وَبَآدِلُهُ
قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: الضَّيِّقُ الْخُلُقِ. وَأَنْشَدَ:
كَبِيرُ مُشَاشِ الزَّوْرِ لَا مُتَآزِفٌ ... أَرَحَّ وَلَا جَادِيَ الْيَدَيْنِ مُجَذَّرُ
الْمُجَذَّرُ: الْقَصِيرُ. وَالْجَاذِي: الْيَابِسُ. وَهَذَا الْبَيْتُ لَا يَدُلُّ عَلَى شَيْءٍ فِي الْخُلُقِ وَإِنَّمَا هُوَ فِي الْخَلْقِ وَإِنَّمَا أَرَادَ الشَّاعِرُ الْقَصِيرَ. وَيُقَالُ: تَآزَفَ الْقَوْمُ: إِذَا تَدَانَى بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: أَزَفَنِي فُلَانٌ، أَيْ: أَعْجَلَنِي يُؤْزِفُ إِيزَافًا. وَالْمَآزِفُ: الْمَوَاضِعُ الْقَذِرَةُ، وَاحِدَتُهَا مَأْزَفَةٌ. وَقَالَ:
كَأَنَّ رِدَاءَيْهِ إِذَا مَا ارْتَدَاهُمَا ... عَلَى جُعَلٍ يَغْشَى الْمآزِفَ بالنُّخَرْ
وَذَلِكَ لَا يَكَادُ يَكُونُ إِلَّا فِي مَضِيقٍ
(أَزَقَ) الْهَمْزَةُ وَالزَّاءُ وَالْقَافُ قِيَاسٌ وَاحِدٌ وَأَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الضِّيقُ. قَالَ الْخَلِيلُ وَغَيْرُهُ: الْأَزْقُ الضِّيقُ فِي الْحَرْبِ، وَكَذَلِكَ يُدْعَى مَكَانُ الْوَغَى الْمَأْزِقُ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: استُؤْزِقَ عَلَى فُلَانٍ: إِذَا ضَاقَ عَلَيْهِ الْمَكَانُ فَلَمْ يُطِقْ أَنْ يَبْرُزَ. وَهُوَ فِي شِعْرِ الْعَجَّاجِ:
[مَلَالةً يَمَلُّهَا] وَأَزْقَا