الاسناد وازدحم على مجلسه الطلاب. وفي هذا المعنى يقول «الذهبي»: انتهت الى «ابن الأخرم» رئاسة الاقراء بالشام، وكان له حلقة عظيمة وتلاميذ جلة (١) وقال «محمد بن علي السّلمي»: قمت ليلة المؤذن الكبير لآخذ النوبة على «ابن الأخرم» فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئا، ولم تدركني النوبة الى العصر اهـ (٢).
وقال أبو القاسم بن عساكر الحافظ «طال عمر ابن الأخرم» وارتحل الناس إليه وكان عارفا بعلل القراءات بصيرا بالتفسير والعربية متواضعا حسن الأخلاق كبير الشأن اهـ. (٣)
وقد روى القراءة عرضا على «ابن الأخرم» أحمد بن عبد العزيز بن بدهن.
وأحمد بن نصر الشذائي، وأحمد بن مهران، وصالح بن ادريس، وعبد الله بن علية، وعلي بن زهير، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، ومحمد بن أحمد السّلمي وغيرهم كثير.
قال محمد بن أحمد الشنبوذي قرأت على «ابن الأخرم» فما وجدت شيخا أحسن منه معرفة بالقراءات ولا أحفظ، ومع ذلك كان يحفظ تفسيرا كبيرا ومعاني، وقال لي: إن الأخفش لقنني القرآن (٤).
وقال الحافظ أبو عمرو الداني: قرأت فيما أملاه «علي بن داود» لما قدم «ابن الأخرم» بغداد، وحضر مجلس ابن مجاهد قال «ابن مجاهد» لأصحابه:
هذا صاحب الأخفش الدمشقي فاقرءوا عليه. وكان ممن قرأ عليه أبو الفتح بن
_________
(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٩١.
(٢) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٧١.
(٣) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٩٢.
(٤) انظر طبقات القراء ج ٢ ص ٢٧١.
1 / 48