Muawiya Ibn Abi Sufyan
معاوية بن أبي سفيان
Genres
12
المزدلفين لصاحب الأمر بالوقوع في خصمه بمحضر ممن يكره ذلك من خاصة أهله، فإن نجا المزدلف بزلفاه فقد رضي وأرضى، وإن أصيب كما أصاب فليست كل كلمة يزجيها
13
الملقي في مجلس الأمير مستحقة من ذلك الأمير أن يشتريها بالثمن الذي يعنته ولا تطيقه دولته في مطلعها، وقد ازدلف إليه الكثيرون فسلموا، وازدلف إليه غيرهم، فأصيبوا بحق لا يمتري
14
فيه عربيان يؤمنان بحق الجواب كما يؤمن به سائر العرب، ولا يمتري فيه مسلمان يؤمنان بالحق حيث كان، وأظهره رد العدوان في غير داعية للعدوان.
كان عنده زيد بن عمر بن الخطاب، وأمه بنت علي أم كلثوم، فنال بسر بن أرطأة من الإمام، فما أمهله زيد أن قام إليه فعلاه بالعصا وشج رأسه، فلم يزد معاوية على أن قال لزيد: عمدت إلى شيخ قريش وسيد أهل الشام فضربته؟ ثم التفت إلى بسر، فقال: تشتم عليا على رءوس الناس وهو جده وابن الفاروق، ثم تراه يصبر على ذلك؟!
وكل أولئك شبيه أن يكون: بسر بن أرطأة قاتل طفلين باليمن لعبيد الله بن عباس ينال من علي في حضرة معاوية، وزيد بن الفاروق لا يشبه أباه إن صبر على ثلب
15
جده في مكان حيث كان، ومعاوية يرضى عن سفاهة بسر أن مضت في سبيلها، ولكنه لا يبطش بزيد أن غضب لجده وأصاب السفيه بجريرة سفاهته، ولا تساوي تلك السفاهة أن يشتريها بالنكال الذي تعود عليه اللائمة فيه ولا تعود عليه منه زيادة في ملكه، وكل أولئك - كما أسلفنا - شبيه أن يكون، فلا يحسبه أحد في ذلك العصر من حلم معاوية، بل يحسبه من جبن زيد إن لم يصنع ما صنع بابن أرطأة.
Page inconnue