Les Mu'allaqât
المعلقات العشر وأخبار شعرائها
Genres
كل امرئ يحمي حره
أسوده وأحمره
والواردات مسفره
فادعاه أبوه بعد ذلك، وألحق به نسبه، وقيل إن السبب في استلحاقه إياه أن عبسا أغاروا على طيئ أصابوه نعما، فلما أرادوا القسمة قالوا لعنترة: لا تقسم لك نصيبا مثل أنصبائنا لأنك عبد. فلما طال الخطب بينهم كرت عليهم طيئ، فاعتزلهم عنترة، وقال: دونكم القول فإنكم عددهم. واستنقذت طيئ الإبل، فقال له أبوه: كر يا عنترة. فقال: أويحسن العبد الكر؟ فقال له أبوه: العبد غيرك. فاعترف به فكر، واستنقذ الإبل من طيئ، وجعل يرتجز بالرجز المتقدم.
شجاعته
وشجاعة عنترة أشهر من نار على علم، وروي أن عمرو بن معدي كرب - وكان معاصرا له - قال: لو سرت بظعينة وحدي على مياه معد كلها ما خفت أن أغلب عليها ما لم يلقني حراها أو عبداها، فأما الحران فعامر بن الطفيل وعتيبة بن الحارث بن شهاب، وأما العبدان فأسود بني عبس - يعني عنترة - والسليك بن السلكة، وكلهم قد لقيت، فأما عامر بن الطفيل فسريع الطعن على الصوت، وأما عتيبة فأول الخيل إذا أغارت وآخرها إذا آبت، وأما عنترة فقليل الكبوة، شديد الجلب، وأما السليك فبعيد الغارة كالليث الضاري.
وقيل لعنترة: أنت أشعر العرب وأشدها. قال: لا. قيل له: فبم شاع لك هذا في الناس؟ قال: كنت أقدم إذا رأيت الإقدام عزما، وأحجم إذا رأيت الأحجام حزما، ولا أدخل موضعا إلا أرى لي منه مخرجا، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطير لها قلب الشجاع، فأثني عليه فأقتله، وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟ قال: كنا ألف فارس حازم. قال: وكيف يكون ذلك؟ قال: كان فينا قيس بن زهير، وكان حازما، فكنا لا نعصيه، وكان فارسنا عنترة، فكنا نحمل إذا حمل، ونحجم إذا حجم، وكان فينا الربيع بن زياد، وكان ذا رأي فكنا نستشيره ولا نخالفه، وكان فينا عروة بن الورد، فكنا نأتم بشعره، فكنا كما وصفت لك. فقال عمر: صدقت، وروي أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال: «ما وصف لي أعرابي فأحببت أن أراه إلا عنترة.»
سبب موته
Page inconnue