83

Muawiyah ibn Abi Sufyan: Commander of the Faithful and Scribe of the Prophet's Revelation - Dispelling Doubts and Refuting Fabrications

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

Maison d'édition

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

Lieu d'édition

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

Genres

والصلح خير كانت بيعة الحسن بن علي ﵄ في شهر رمضان من سنة ٤٠ هـ وذلك بعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﵁ على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم المرادي، وقد اختار الناس الحسن بعد والده ﵄ ولم يعين أمير المؤمنين أحدًا من بعده، وقد اشترط الحسن بن علي ﵁ على أهل العراق عندما أرادوا بيعته، فقال لهم: «والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم». قالوا: «ما هو؟». قال: «تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت». ويستفاد من ذلك ابتداء الحسن ﵁ في التمهيد للصلح فور استخلافه وقد باشر الحسن بن علي سلطته كخليفة، فرتب العمال وأمّر الأمراء وجند الجنود وفرق العطايا، وكان في وسعه أن يخوض حربًا لا هوادة فيها ضد معاوية،وكانت شخصيته الفذة من الناحية العسكرية والأخلاقية، والسياسية، والدينية تساعده على ذلك، إلا أن الحسن بن علي ﵄، مالَ إلى السلم والصلح لحقن الدماء، وتوحيد الأمة، والرغبة فيما عند الله، وزهده في الملك، وغير ذلك من الأسباب. وقد قاد الحسن بن علي مشروع الإصلاح الذي تُوّج بوحدة الأمة. وقد تنازل الحسن بن علي ﵄ من موقف قوة فقد اختير الحسن بن علي بعد والده ﵄ اختيارًا شوريًا وأصبح الخليفة الشرعي على الحجاز واليمن والعراق، وكل الأماكن التي كانت خاضعة لوالده، وقد استمر في خلافته ستة أشهر وتلك المدة تدخل ضمن الخلافة الراشدة التي أخبر عنها رسول الله ﵌ بأن مدتها ثلاثون سنة ثم تكون ملكًا (١).

(١) رواه أبو داود، وصححه الألباني.

1 / 90