Livre des Substances Affectives et la Clé des Problèmes
كتاب المؤثرات ومفتاح المشكلات
Genres
(١)
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين وعليه أتوكل
الحمد لله خالق الأرضين والسموات الذي <إليه تنتهي التأثيرات والمؤثرات> وعلى وجوده يقف تصحيح الشروط واقتضاء المقتضيات، وصلواته على نبيه المخصوص بالكرامات المؤيد بالمعجزات والآيات محمد الذي ختم بنبوته سائر النبوات ونسخ بشريعته جملة الشرعيات، وعلى آله الطيبين المفضلين بعده على كافة البريات، <وسلامه> عليهم أجمعين.
سألت، وفقنا الله وإياك <للنظر> فيما بعد الممات وجعلنا وإياك ممن ادخر الباقيات الصالحات، أن أوضح لك <جملة> القول في المؤثرات وما يجري مجراها من الشروط والمقتضيات. فأجبتك إلى ما سألته من ذلك رغبة فيما يحصل لك به من المنفعة ورجاء لما يكتب لي عليه من المثوبة. ومن الله سبحانه أستمد التوفيق والتسديد وإياه أسأل العصمة والتأييد بمنه ورحمته.
(٢) الكلام في المؤثرات وما يجري مجراها وتمييز بعضها من بعض وما يختص به كل واحد منها من التأثير
وقبل الشروع في ذلك نذكر حقيقة المؤثر، وحقيقته هو كل ما يظهر به حكم أو صفة. واعلم أن المؤثرات ثلاثة، أولها الفاعل وحقيقته الذي وجد <من جهته> بعض ما كان قادرا عليه، وثانيها العلة وحدها كل ذات توجب لغيرها صفة ، وثالثها السبب وهو كل ذات توجب ذاتا أخرى، فهذه هي المؤثرات.
وأما ما يجري مجرى المؤثر فثلاثة أيضا، أحدها المقتضي وحقيقته هي كل صفة اختصت بها ذات وجب لأجلها لتلك الذات صفة أخرى ، وثانيها الشرط وهو ما وقف عليه حصول غيره أو ما يجري مجرى الغير كالصفات. وإن شئت قلت: هو ما يصحح حصول المشروط ولم يكن مؤثرا في وجوبه أو ما وقف عليه صحة غيره أو ما يجري مجرى الغير كالصفات ولم يكن مؤثرا في وجوبه. وهذان الحدان أولى من الأول لأنه ينتقض بالعلة فإنه يقف عليها حصول الصفة التي هي معلولها وليست بشرط، وكذلك السبب يقف عليه حصول مسببه وليس بشرط. وثالثها الداعي وهو على ضربين، داعي الحكمة وداعي الحاجة. فداعي الحكمة هو علم العالم أو ظنه أو اعتقاده بحسن الفعل أو أن لغيره فيه نفعا أو دفع ضرر، وداعي الحاجة هو علم العالم أو ظنه أو اعتقاده أن له في الفعل نفعا أو دفع ضرر.
فالفاعل هو البارئ تعالى ومن كان قادرا من خلقه، والعلة كالأكوان مما توجب الصفة للمحل وكالإرادات والكراهات والظنون والأفكار والاعتقادات مما توجب للجملة دون المحل، والسبب هو الاعتماد والنظر والكون لأن الاعتماد يوجب اعتمادا مثله ويوجب الكون والصوت بشرط الصكة، والنظر على الوجه الصحيح يوجب العلم، والكون يولد الألم والتأليف فيوجب الألم إذا كان تفريقا ويوجب التأليف إذا كان قربا ومقاربة ومجاورة، ويولد الألم بشرط انتفاء الصحة وهي تأليف مخصوص توجد في محل الحياة ويولد التأليف على وجه يصعب معه التفكيك بشرط أن يكون في أحد محلي التأليف رطوبة وفي الآخر يبوسة.
والمقتضي هو ككون الجوهر جوهرا فإنه يجب للجوهر لأجل كونه جوهرا عند الوجود كونه متحيزا، وكذلك كون الحي حيا فإنه يجب للحي عند زوال الآفات والموانع ووجود المدرك لأجل كونه حيا كونه مدركا. والشرط كالوجود فإنه شرط في اقتضاء كون الجوهر جوهرا كونه متحيزا وكوجود المدركات فإنه شرط في اقتضاء كون الحي حيا كونه مدركا وكذلك زوال الآفات والموانع. والدواعي هي التي يستمر ويجب وجود الأفعال والتصرفات بحسبها وذلك ظاهر في أفعالنا وأفعال البارئ تعالى. فهذا هو الكلام في حقائقها.
(٣) باب في تمييز بعضها من بعض
Page inconnue