Le Fondateur de l'Égypte Moderne

Henri Dodwell d. 1360 AH
63

Le Fondateur de l'Égypte Moderne

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

Genres

وفي سنة 1829م كان المشروع قد ملك على دروفيشي حواسه حتى أصبح العضو الوحيد الذي يتحدث عنه حتى مع باركر القنصل الإنجليزي العام الذي حكم على المشروع بأنه خيالي محض، ولكن المصاعب كانت تتلاشى تدريجا من أمام عينيه كلما أصغى إلى أقوال دورفيشي وحماسته في تحبيذ المشروع، هذا إلى أن مساعدة فرنسا في السفن والرجال كان من شأنها أن تكفل النجاح وتجعله مضمونا.

4

أما خطة محمد علي فأغلب الظن أنها لم تكن كما حمل دورفيشي على اعتقادها، فإنه في الواقع لم يكن مهتما ببلاد البربر، بل لعله كان يدرك أن امتداد سلطانه في تلك الجهات سوف يكون مصدر ضعف لا مصدر قوة، وقد كان يدرك ما للمنطقة التي تضم إقليمي سوريا وبغداد من الأهمية العسكرية، ثم إنه كان يعلم جيد العلم أنه لو أتيح له يوما ما أن يبلغ المنزلة والقوة التي يطمح إليها فإن سوريا وبغداد تكون لهما قيمة لا تدانيها قيمة امتلاك الشاطئ الأفريقي، ولكن في الوقت نفسه لم يكن ممن يقعدون عن انتهاز الفرص؛ فالاقتراحات الفرنسية - مهما كان من شأنها - فلسوف تؤدي إلى تحقيق أمرين:

أولا:

أنها تتيح له الفرصة لإعادة إنشاء أسطوله المتلاشي.

ثانيا:

احتمال عقد محالفة مع فرنسا نفسها.

وإذا كان في هذا ما يقلق بال الإنجليز فلتكن المعاهدة مع إنجلترا، أو بعبارة أخرى أنه كان على استعداد لفتح الجزائر إذا كان ثمة مغنم له من وراء ذلك، أو أن يطرح المشروع جانبا إذا رأى أن في ذلك فائدة أكبر.

ويلوح أن دورفيشي قد أغرم بمشروعه إلى حد أعماه عن معرفة حقيقة نيات الباشا، هذا بينما كان بوليناك متعطشا لاتباع أي خطة ترمي فورا إلى تهدئة ثورة الرأي العام الفرنسي؛ وذلك بإنزال العقاب بالجزائر مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بالقوات الفرنسية لتنفيذ المشروع الأوروبي الخطير الذي كان ما يزال يجول في خاطره؛ ولهذا بادر بعرض الأمر على الملك وحصل منه على الموافقة، ثم راح بدوره يستشير زملاءه على ما يظهر، فأرسل تعليمات إلى جيبو مينو سفيره في الآستانة وميمو قنصله العام في الإسكندرية، وقد كلف الأول بأن يطلب إلى السلطان إصدار الفرمانات اللازمة إلى محمد علي لأن يقوم بإخضاع ولايات البربر، وأن يعزز هذا الطلب بهاتين الحجتين:

أولا:

Page inconnue