132

Le Fondateur de l'Égypte Moderne

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

Genres

26

أما الموظفون الأجانب في الإدارة العامة فيلوح أن عددهم كان ضئيلا جدا؛ فمع أنه كان يوجد في أنحاء البلاد عدد من خوارج الفرنسيين والإنجليز وغيرهم، فإنهم كانوا في الترسانات والجيش،

27

بينما العدد القليل جدا عمل في الإدارة العامة، ولم أعثر على أثر لاستخدامه في الإدارة المدنية إلا في الخطاب الذي أشرت إليه سالفا، والذي أرسله الباشا إلى إبراهيم باشا بتعيين محصل فرنسي في مديرية الجيزة بدلا من المحصل القبطي الذي أعدم.

كما أن المناصب الكبيرة لم يكن يشغلها أحد من أهالي البلاد؛ لأن الإدارة العليا كانت في أيدي الأتراك لا في أيدي المصريين، وبهذه المناسبة كتب بورنج يقول: «إن أحقر شخص له قليل من الدراية باللغة التركية يعد نفسه فعلا من طبقة أرقى من طبقة الوطنيين أبناء البلاد!»

28

بل إن أحد الخدم المصريين لم يكن يمكن تكليفه بحمل رسالة إلى موظف ذي منصب كبير.

وفي الحق كان الرجل التركي في مصر في عهد محمد علي يتمتع بشيء من المنزلة السامية التي كان يتمتع بها موظف شركة الهند الشرقية في الهند، وقد لاحظ الأجانب بشيء من الاستغراب ما كان سائدا بين طبقات الأهالي من الشعور بالإصغار والإذلال؛ فلقد كنت تسمعهم يقولون: «لسنا إلا مجرد فلاحين ...» ولم يدر بخلدهم مرة واحدة أن يتشككوا في حق الأجنبي في بسط حكمه عليهم، وكانوا عزلا من السلاح كلية، وكان خضوعهم واستسلامهم تاما لا يطلبون أكثر من أن يسمح لهم بصب مياه النيل بسلام فوق أراضيهم الخصبة.

29

ولكن الباشا لم تسول له نفسه أن تظل هذه الحال أمدا طويلا ؛ لأن ثقته بالأتراك كانت إلى حد ما، وقد كان يحس أنهم يعطفون على الآستانة، وأن نفوسهم تتوق إلى وسائل الحكم القديمة القائمة على الفساد والرشوة، وهي الوسائل التي كان الباشا قد عقد نيته على استئصال شأفتها.

Page inconnue