123

Les Écrits de Muhammad ibn Abd al-Wahhab

مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة

Chercheur

عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب

Maison d'édition

جامعة الإمام محمد بن سعود

Lieu d'édition

الرياض

فقد وصل كتابك تسأل عن مسائل كثيرة وتذكر أن مرادك اتباع الحق منها مسألة التوحيد ولا يخفاك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له إن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات إلى آخره فإذا كان الرجل لا يدعي إلي الصلوات الخمس إلا بعد ما يعرف التوحيد وينقاد له فكيف بمسائل جزئية اختلف فيها العلماء فاعلم أن التوحيد الذي دعتإليه الرسل من أولهم إلى آخرهم إفراد الله بالعبادة كلها ليس فيها حق الملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهم فمن ذلك لا يدعي إلا إياه كما قال تعالى

﴿وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا

فمن عبد الله ليلا نهارا ثم دعا نبينا أو وليا عند قبره فقد اتخذ الهين اثنين ولم يشهد أن لا إله إلا الله لأن الإله هو المدعو كما يفعل المشركون اليوم عند قبر الزبير أو عبد القادر أو غيرهم وكما يفعل قبل هذا عند قبر زيد وغيوه ومن ذبح لله ألف ضحية ثم ذبح لنبي أو غيره فقد جعل إلهين @ 168 اثنين كما قال تعالى

﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين

الآية والنسك هو الذبح وعلي هذا فقس فمن أخلص العبادات لله ولم يشرك فهيا غيره فهو الذي شهد أن لا إله إلا الله ومن جعل فيها مع الله غيره فهو المشرك الجاحد لقول لا إله إلا الله وهذا الشرك الذي أذكره اليوم قد طبق مشارق الأرض ومغاربها إلا الغرباء المذكورين في الحديث وقليل ما هم وهذه المسألة لا خلاف فيها بين أهل العلم من كل المذاهب فإذا أردت مصداق هذا فتأمل باب حكم المرتد في كل كتاب وفي كل مذهب وتأمل ما ذكروه في الأمور التي تجعل المسلم مرتدا يحل دمه وماله فيها من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم كيف حكى الإجماع في الإقناع على ردته ثم تأمل ما ذكروه في سائر الكتب فإن عرفت أن في المسألة خلافها ولو في بعض المذاهب فنبهني وإن صح عندك الإجماع على تكفير من فعل هذا أو رضيه أو جادل فيه فهذه خطوط المويس وابن إسماعيل وأحمد بن يحي عندنا في رذكار هذا الدين والبراءة منه وهم الآن مجتهدون في صد اناس عنه فإن استقمت على التوحيد وتبينت فيه ودعوت الناس إليه وجاهرت بعداوة هؤلاء خصوصا ابن يحيى لأنه من أنجسهم وأعظمهم كفرا وصبرت على الأذى في ذلك فأنت أخونا وحبيبنا وذلك مخل المذاكرة في المسائل التي ذكرت فإن بان الصواب معك وجب علينا الرجوع إليك وإن لم تستقم على التوحيد علما وعملا ومجاهدة فليس هذا محل المراجعة في المسائل والله أعلم & 3 الرسالة الثامنة والعشرون

Page 167