من أعلام المجددين
من أعلام المجددين
Maison d'édition
دار المؤيد
Numéro d'édition
الأولى ١٤٢١هـ
Année de publication
٢٠٠١م
Genres
إنفراده في علم النقل بفتاوي الصحابة وقضاياهم وإجماعهم واختلافهم لا ينازع في ذلك، وأما علم العربية فقد قال أحمد كتبت من العربية أكثر مما كتب أبو عمرو الشيباني، وأما القياس فله من الاستنباط ما يطول شرحه١، قال الإمام ابن الجوزي: واعلم أنا نظرنا في أدلة الشرع وأصول الفقه، وسبرنا أحوال الأعلام المجتهدين فرأينا هذا الرجل أوفرهم حظًا من تلك العلوم، فإنه كان من الحافظين لكتاب الله ﷿، قال أبو بكر بن حمدان القطيعي: قرأت على عبد الله بن أحمد بن حنبل قال لقنني أبي أحمد بن حنبل القرآن كله باختياره، وقرأ ابن حنبل على يحيى بن آدم وعبيد بن الصباح وإسماعيل بن جعفر وغيرهم بإسنادهم.
وكان أحمد لا يميل شيئًا في القرآن ويروى الحديث: "أنزل مفخمًا ففخموه"، وكان لا يدغم شيئًا من القرآن إلا (اتخذتم) وبابه كأبى بكر، ويمد مدًا متوسطًا وكان ﵁ من المصنفين في فنون العلم من التفسير والناسخ والمنسوخ والمقدم والمؤخر إلى غير ذلك، وأما النقل فقد سلم الكل له إنفراده فيه بما لم ينفرد به سواه من الأئمة من كثرة محفوظه منه ومعرفة صحيحه من سقيمه وفنون علومه، وقد ثبت أنه ليس في الأئمة الأعلام قبله من له حظ في الحديث كحظ مالك. ومن أراد معرفة مقام أحمد في ذلك مقام مالك فلينظر فرق ما بين المسند والموطأ٢.
_________
١ المدخل للشيخ عبد القادر بن بدران ص ١٠٥.
٢ مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص ٥٩٩-٦٠٠.
1 / 7