والثالث - أن هذه صفات إضافية، وأسماء نسبية، والصفات الإضافية ليست بمعان قائمة بالذات، فيكون (١) الذات موصوفًا بها على الحقيقة. وإنما يقتضي وجود غير يكون علقة (٢) بين الصفة والموصوف، والاسم والمسمى- كما في لفظ الأب والابن والأخ، فالذات موصوف بهذه الصفات، حقيقة لا مجازًا، وإن (٣) لم يكن الأبوة والبنوة والأخوة معاني قائمة بالذات زائدة عليها.
وقد ذكرنا على الاستقصاء في أصل هذا المختصر وفي كتب الكلام - وفي هذا القدر كفاية.
وأما الإشكال الثاني- فسهل، لأنا نصف المعدوم بهذه الصفات على طريق المجاز، على الطريق الأول والثاني، لأن صفات الذات لا يتصور وجودها قبل وجود الذات، وكذا الإحداث لا يتعلق بالمعدوم إلا حالة الحدوث. وأمَّا على الطريق الثالث، وهو الإضافة، [فـ] يكون الوصف له بطريق الحقيقة، كوصف المعدوم بأنه معلوم ومذكور ومخبر عنه.
والله أعلم.
_________
(١) كذا في ب. وفي الأصل: "ويكون".
(٢) أي علاقة (القاموس والمصباح). وفي تعريفات الجرجاني: "العلاقة بكسر العين يستعمل في المحسوسات. وبالفتح في المعاني. وفي الصحاح: العلاقة بالكسر علاقة القوس والسوط ونحوهما. وبالفتح علاقة الخصومة والمحبة ونحوهما".
(٣) "وإن" من ب.
(٤) "و" من ب.
1 / 23