وَبَعْد
فهذا هو "ميزان الأصول في نتائج العقول" تصنيف الشيخ الإمام علاء الدين شمس النظر أبي بكر محمد بن أحمد السمرقندي صاحب "التحفة": حققت نسبته إلى صاحبه، وحققت ألفاظه ومعانيه، وحملت عبئه سنين: قمت فيها بنسخه بنفسي ثم مقارنته بالنسخ الأخرى وحدي ثم بشرحه والتعليق عليه وكان يلازمني في كل وقت: في السفر والإقامة، في العمل والراحة. وبذلت من صحتي وجهدي ما الله يعلمه، فما قصدي غير وجهه الكريم، وهو القادر على الجزاء.
ولست أدعي الكمال فالكمال لله وحده. فإن كنت وفقت كان عملًا صالحًا آمل أن يرفعه الله إليه، وإن كانت الأخرى فحسبي أني انتويت نية طيبة وبذلت جهدي فعسى الله أن يجزيني على جهدي ويغفر لي الذنب والتقصير.
وإنى لأرجو من يرى خطأ أو عيبًا أن يدلني عليه - خدمة للعلم - لتلافيه في طبعة لاحقة إن شاء الله.
وإني لأشكر أساتذتي وإخواني الذين كنت أرجع إليهم إذا أشكل علي لفظ، وأخص بالشكر منهم أُستاذي الجليل الشيخ علي الخفيف طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه فقد قرأ الكتاب من أوله لآخره وأبدى ما عنده من ملاحظات قيمة أُفدت منها.
وليس لي بعد ذلك من كلمة سوى الدعاء إلى الله ﷾ أن يجعل عملي كله خالصًا لوجهه الكريم وأن يرفعه إليه - إنه سبحانه الهادي إلى سبل الرشاد، وهو الغفار الرحيم جل وعلا علوًا كبيرًا.
الدكتور محمد زكي عبد البر
القاهرة في (ربيع الأول سنة ١٤٠١ هـ - يناير سنة ١٩٨١ م)
مقدمة / 34