والظاهر لنا أن وفاته كانت سنة ٥٣٩ هـ. فقد ذكر ذلك السمعاني قائلًا: إنه (أي السمرقندي) كتب له الإجازة (انظر فيما تقدم ص: ش) أما الأقوال الأخرى فلم تنسب إلى أحد معاصر أو صاحب صلة بالمؤلف، بل لم تنسب إلى شخص ما.
مشايخه: ذكر أصحاب التراجم أنه تلقى العلم على اثنين من مشاهير العلماء، أولهما هو صدر الإسلام أبو اليسر البزدوي (١)، والثاني هو أبو المعين المكحولي النسفي (٢).
أما أُستاذه الأول فقد أخذ العلم عن إسماعيل بن عبد الصادق (٣) عن أبي محمد عبد الكريم بن موسى بن عيسى البزدوي (٤) عن أبي منصور الماتريدي (٥) عن أحمد بن إسحاق أبي بكر الجوزجاني (٦) عن موسى بن سليمان أبي سليمان الجوزجاني (٧) عن محمد ابن الحسن الشيباني (٨) صاحب أبي حنيفة. كما أخذ (أُستاذه الأول) العلم عن أبي يعقوب
_________
(١) هو محمد بن محمد بن عبد الكريم بن موسى أبو اليسر صدر الإسلام البزدوي: كان بارعًا في العلوم فرعًا وأصلا.
وقد انتهت إليه رياسة الحنفية فيما وراء النهر وتوفي ببخارى سنة ٤٩٣ هـ. (الفوائد، ص ١٨٨ وكذا ص ١٢٥) وذكر علاء الدين في كتابه "ميزان الأصول" ما يفيد أنه تتلمذ على علي بن محمد البزدوي إذ قال: "وقال أستاذي الشيخ الإمام الزاهد علي بن محمد البزدوي ﵀" المتوفى سنة ٤٨٢ هـ (الفوائد: ١٢٤ - ١٢٥) "ميزان الأصول" الأصل ٧٧/ ٢ - انظر فيما بعد ص: ٤٠١
(٢) هو ميمون بن محمد بن محمد بن المعتمد بن محمد بن مكحول أبو المعين المكحولي النسفي. كان إمامًا فاضلا. وهو صاحب كتاب "تبصرة الأدلة" و"تمهيد قواعد التوحيد" و"المناهج" و"شرح الجامع الكبير".
وقد توفي سنة ٥٠٨ هـ. (الفوائد: ص ٢١٦. والجواهر، - حـ ٢ ص ١٨٩ و٢٦٧).
(٣) هو إسماعيل بن عبد الصادق بن عبد الله الخطيب البناري - من أعمال قومس، ويقال بالفارسية "كومس" من بسطام إلى سمغان. كان فقيهًا ورعًا وله ابن فقيه اسمه ميمون (الفوائد: ٤٦).
(٤) جد فخر الإسلام البزدوي وصدر الإسلام أبي اليسر (الفوائد: ١٨٨).
(٥) هو محمد بن محمد بن محمود أبو منصور الماتريدي إمام المتكلمين ومصحح عقائد المسلمين. له كتاب التوحيد وكتاب المقالات، وكتاب أوهام المعتزلة ورد الأصول الخمسة لأبي محمد الباهلي، ورد الإمامة لبعض الروافض والرد عل القرامطة، ومآخذ الشرائع في الفقه والجدل في أصول الفقه وغير ذلك وقد مات سنة ٣٣٣ هـ. وماتريد (أو ماتريت) محلة بسمرقند - ذكره السمعاني (الفوائد: ١٩٥). وانظر الهامش ٤ ص ٣.
(٦) نسبة إلى جوزجان بلدة مما يلي بلخ. وكان عالمًا جامعًا بين الفروع والأصول. وله كتاب الفرق والتمييز وكتاب التوبة (الفوائد: ١٤).
(٧) تلميذ محمد بن الحسن، وقد كتب مسائل الأصول والأمالي. وكان مشاركًا لعلي بن منصور. وقد عرض عليه المأمون القضاء فلم يقبل. وقد توفي بمد المائتين، وله السير الصغير والنوادر وغير ذلك (الفوائد: ٢١٦).
(٨) هو محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني، تلميذ أبي حنيفة، وناشر مذهبه، وصاحب الكتب الستة المعروفة بكتب ظاهر الرواية أو الأصول، لروايتها بطريق الشهرة أو التواتر، وهي: المبسوط، والجامع الكبير، =
مقدمة / 24