219

La Balance de l'Équité dans la Critique des Hommes

ميزان الاعتدال في نقد الرجال

Chercheur

علي محمد البجاوي

Maison d'édition

دار المعرفة للطباعة والنشر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٣٨٢ هـ - ١٩٦٣ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

قلت: وكان الكوفي يشربه تدينا، والبصري يتركه تدينا. قال عفان: حدنا حماد بن سلمة، قال: ما كنا نشبه شمائل ابن علية إلا بشمائل يونس بن عبيد، حتى دخل فيما دخل فيه. وقال - مرة: حتى أحدث ما أحدث. وقال سليمان بن إسحاق الجلاب: قال إبراهيم الحربي: دخل ابن علية على الأمين، فقال له: يابن كذا وكذا - يشتمه - إيش قلت؟ قال: أنا تائب إلى الله، لم أعلم، أخطأت. قال: حدث بهذا الحديث: تجئ البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان (١) يحاجان عن صاحبهما. قال: فقيل لابن علية: ألهما لسان؟ قال: نعم. فكيف تكلما؟ فقيل: إنه يقول إن القرآن مخلوق. وإنما غلط. قلت: انظر كيف كان الصدر الأول في انكفافهم عن الكلام، فإنه لو قال أيضا يتكلم بلا لسان فخطؤوه، والله تعالى يقول (٢): " ولا تقف ما ليس لك به علم ". ومن الناس من يقول: يجئ ثواب البقرة وآل عمران، وكل هذا من التكلف. وابن علية فقد تاب، ولزم السكوت. وقد كان منصور بن سلمة الخزاعي يحدث مرة، فسبقه لسانه، فقال: حدثنا إسماعيل بن علية، ثم قال: لا ولا كرامة، بل أردت زهيرًا، ثم قال: ليس من فارق الذنب كمن لم يفارقه، وأنا والله استتبته - يعنى ابن علية. قلت: هذا من الجرح المردود، لأنه غلو. وقال الفضل بن زياد. سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن وهيب وابن علية. قال: وهيب أحب إلى، ما زال ابن علية وضيعا من الكلام الذي تكلم به إلى أن مات. قلت: أليس قد رجع وتاب على رءوس الناس؟ قال: بلى. ولقد بلغني أنه

(١) خ: عمامتان. (٢) سورة الاسراء آية ٣٦. (*)

1 / 219