172

La Balance des Actions

ميزان العمل

Chercheur

الدكتور سليمان دنيا

Maison d'édition

دار المعارف

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٩٦٤ هـ

Lieu d'édition

مصر

علم، ويصرف الميسور من العمر إلى العلم الذي هو سبب النجاة والسعادة، وهو غاية جميع العلوم، وهي معرفة الله على الحقيقة والصدق. فالعلوم كلها خدم لهذا العلم، وهذا العلم حرّ لا يخدم غيره. ولهذا قال تعالى: (قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُم فِي خَوْضِهِم يَلْعَبُون)، وليس المراد تحريك عضلات اللسان بهذه الحروف، ولذا قال: " من قال لا إله إلا الله مخلصًا دخل الجنة "، فإن حركة الأطراف قليل الغناء، إذا لم يكن مؤثرًا في القلب، أو لم يكن صادرًا عن أثر راسخ في القلب، أو له اعتقاد يسمى إيمانًا. ثم ينتهي ترتيبه إلى مثل إيمان أبي بكر، الذي وزن بإيمان العالمين لرجح. هذا مع التصريح بأنه ما فضلكم بكثرة صيام وصلاة ولكن بسرّ وقر في قلبه. فإن كان منتهى العلم بالله اعتقاد ما أعتقده المقلّد المتكلّم المتعلم بتحرير الدليل، فما عندي أن هذا يعجز عنه عمر وعثمان وكافة الصحابة، حتى كان قد فضلهم أبو بكر به. وبهذا يستبين للمنصف أن طريق الصوفية، وإن كان يرى مائلًا عن أكثر الظواهر، فمشهود له من الشرع بشواهد قوية. فلا ينبغي أن يعاديها الجاهل لجهله وقصوره عنها.

1 / 350