الاختلاط بين الرجال والنساء ١

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
43

الاختلاط بين الرجال والنساء ١

الاختلاط بين الرجال والنساء ١

Maison d'édition

مطبعة سفير

Lieu d'édition

الرياض

Genres

النساء»، هذا حديث عظيم، يدل على أنه من مشكاة النبوة، وله صلة كبيرة بموضوعنا؛ لأن اختلاط النساء بالرجال هو من أعظم الفتن التي تدخل في خشية رسول اللَّه ﷺ على أمته بعد وفاته من فتن النساء. وقد شرح العلماء هذا الحديث شرحًا واضحًا قال ابن بطال ﵀، وفي حديث أسامة أن فتنة النساء أعظم الفتن؛ مخافة على العباد؛ لأنه ﷺ عمّم جميع الفتن بقوله: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء»، ... فالمحنة بالنساء أعظم المحن على قدر الفتنة بهن» (١). وقال القرطبي ﵀: «ففتنة النساء أشدّ من جميع الأشياء، ويقال: في النساء فتنتان، وفي الأولاد فتنة واحدة، فأما اللتان في النساء، فإحداهما: أن تودي إلى قطع الرحم؛ لأن المرأة تأمر زوجها بقطعه عن الأمهات والأخوات. والثانية: يبتلى بجمع المال من الحلال والحرام» (٢). وقال الحافظ ابن حجر ﵀: «وفي الحديث أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن» (٣). وقال المناوي ﵀: «لأن المرأة لا تأمر زوجها إلا بشر، ولا تحثه إلا على شر، وأقل فسادها أن ترغبه في الدنيا؟ ليتهالك فيها،

(١) شرح ابن بطال لصحيح البخاري، ٧/ ١٨٨. (٢) تفسير القرطبي، ٥/ ٤٤. (٣) فتح الباري، ٩/ ١٧٣.

1 / 44