Égypte de Nasser à la guerre d'octobre
مصر من ناصر إلى حرب
Genres
قلت لنفسي: أليست هذه اللغة التي يستخدمها الكاتب هي ذاتها لغة «إيزوب»؛
4
يتحدث عن حقائق ولكنه يفسرها (يؤولها) على نحو آخر أو، ببساطة، لا يفسرها (لا يؤولها)؟
ص34:
الواضح أن السادات لم يحط هيكل علما برسالة القيادة السوفييتية المؤرخة الرابع من أكتوبر. لم تطلب هذه الرسالة على وجه الخصوص، السماح بإجلاء «المستشارين المدنيين السوفييت وعائلاتهم» من مصر، وإنما تضمنت أنه نظرا لصعوبة الوضع فقد قررنا السماح بمغادرة أفراد عائلات العاملين السوفييت في مصر. تناول الحديث فقط أفراد عائلات العاملين؛ أي الزوجات والأطفال وليس الخبراء. وبالمناسبة فقد بلغ عدد الزوجات والأطفال الذين تم إخلاؤهم خلال عدة أيام من مصر ما يزيد على 2700 فرد.
ص35:
مرة أخرى يعود هيكل للحديث عن استدعاء المستشارين المدنيين السوفييت، وهو ما لم يحدث في الواقع. من هنا يصبح واضحا «المعاناة» المصطنعة للسادات تجاه ما يمكن أن يعنيه ذلك بالنسبة لموقف الاتحاد السوفييتي. وهذه من بنات أفكار هيكل. تضمنت رسالتنا ليس فقط الحديث عن دعم مصر، وإنما أيضا الإسراع بتوريد المعدات العسكرية! حتى إن السادات لم يكن بحاجة إلى أن يشغل فكره بما إذا كان سيتلقى مساعدات أم لا.
يمكن تفسير هذه التناقضات العديدة مع الحقائق بجهل الكاتب بالوضع الحقيقي للأمور، ومن هنا خياله ذو الطابع الأدبي حول ما عاناه السادات من «عذاب الشك». وإما أن السادات أوعز لهيكل برواية الرسالة بهذه الصيغة وعن إجلاء المستشارين، وليس أفراد عائلاتهم وعن «شكوكه»، بعد أن صمت، بالطبع، عن استعداد الاتحاد السوفييتي لتقديم الدعم، وهو ما تم التعبير عنه في الرسالة السوفييتية.
ص36:
حسنا. ها هو إثبات آخر يأتي على نحو عفوي أن الإسرائيليين لاحظوا تمركز معدات العبور المصرية ليس فقط في التاسعة والنصف من صباح السادس من أكتوبر، وإنما أيضا في الخامس من أكتوبر. وهل كان من الممكن ألا يلاحظ ذلك الأمر؟ وكيف يمكن الحديث عندئذ عن «مفاجأة» الهجوم المصري؟ كم مرة يقع الكاتب في تناقض مع نفسه!
Page inconnue