L'Égypte au début du XIXème siècle 1801-1811 (Première Partie)
مصر في مطلع القرن التاسع عشر ١٨٠١–١٨١١م (الجزء الأول)
Genres
قائد الجيش الروسي في توغله في البغدان واحتل «ياسي»
Jassy
وغيرها من المدن الهامة. وفي 14 ديسمبر قابل «سباستياني» السلطان سليم وسلمه كتابا من نابليون يعده بشد أزره، ويقطع على نفسه عهدا بعدم عقد السلام إلا إذا أعيدت إلى السلطان العثماني الولايتان الدانوبيتان، ونصب عليهما الحاكمان اللذان اختارهما الباب العالي، فعقد الوزراء العثمانيون مؤتمرا شهده «سباستياني» لبحث الموقف، وفي هذا المؤتمر تقرر إعلان الحرب على روسيا، وقد أعلنت هذه رسميا في 27 ديسمبر 1806، وكان «ديتالنسكي» قد انتقل قبل ذلك إلى إحدى السفن الإنجليزية من أسطول الأميرال لويس، وفي 28 ديسمبر غادر الأميرال الإنجليزي مياه القسطنطينية ليجمع سائر قطع أسطوله الموزعة بين الدردنيل والبسفور استعدادا للطوارئ، بينما أبحر «ديتالنسكي» إلى مالطة.
وبذل «سباستياني» كل ما وسعه من جهد وحيلة لإقصاء غريمه الآخر «أربثنوت» من القسطنطينية، وتزايدت حروجة مركز «أربثنوت» تبعا لازدياد نشاط «سباستياني»، وفي 13 يناير 1807 طلب الريس أفندي من السفير الإنجليزي إبعاد الأسطول عن مدخل الدردنيل، وجعل مرساه عند «تينيدوس» ثم أبلغ بعد ثلاثة أيام الحكومات المختلفة عزمه على إغلاق البوغازات، وما إن وصلت «أربثنوت» تعليمات حكومته المؤرخة في 14 نوفمبر من العام السابق حتى طلب الاجتماع بالوزراء العثمانيين في 25 يناير يبلغهم فحواها، وهي تخيير الباب العالي بين تجديد محالفته مع إنجلترة وروسيا وعودة الأمور إلى سابق عهدها، وطرد السفير الفرنسي «سباستياني»، وبين قطع العلاقات بين إنجلترة وتركيا، وهدد «أربثنوت» الوزراء العثمانيين حتى يبرهن لهم على صدق عزيمة حكومته بأن أسطولا إنجليزيا سوف يحضر قريبا للعمل مع الأسطول الرابض عند «تينيدوس»، ولاقتحام البوغازات بالاتحاد مع الأسطول الروسي، ولكن دون طائل. ولما كانت تعليمات السفير الإنجليزي قد ذكرت: حيث إنه من المحتمل في الظروف القائمة قطع العلاقات بين إنجلترة وتركيا فقد صار عليه أن يتخذ ما يراه من إجراءات أو وسائل تكفل سلامته وسلامة سفارته، فقد قرر «أربثنوت» مغادرة القسطنطينية وبخاصة بعد أن بلغه أن الحكومة العثمانية صارت تفكر في الاستيلاء على السفينة التي تركها «توماس لويس» لخدمته، بل والقبض عليه هو نفسه وسائر أفراد الجالية الإنجليزية كرهائن، فغادر العاصمة في 29 يناير وترك القائد العثماني عند الدردنيل سفينته تمر بسلام، وفي 31 يناير ألقت السفينة وكانت الفرقاطة «إنديميون»
Endymion
مراسيها إلى جانب سائر قطع الأسطول الواقف أمام الدردنيل، واعتقد «أربثنوت» أنه قد صار في وسعه الآن المفاوضة بحرية مع الباب العالي، والعودة قريبا إلى القسطنطينية من غير حاجة إلى استخدام وسائل العنف والشدة، ولكن «أربثنوت» كان واهما فيما ذهب إليه؛ ذلك أن الحكومة الإنجليزية كانت قد أبلغت تعليماتها منذ 21 نوفمبر سنة 1806 إلى قائد قواتها البرية في صقلية الجنرال «فوكس»
Fox
تطلب منه التهيؤ لنقل جيش من خمسة آلاف جندي إلى مصر يكونون على قدم الاستعداد للقيام إليها فور صدور الأوامر لهم بذلك، ثم إلى الأميرال «كولنجوود» الواقف بأسطوله أمام «قادش»
Cadix
لإرسال قسم منه بقيادة السير «جون داكويرث» إلى مياه القسطنطينية لتأييد «أربثنوت» في مفاوضاته، ثم القيام بعمل عدواني ضد القسطنطينية إذا أخفقت هذه المفاوضات، وقد غادر أسطول «داكويرث» قادش منذ 15 يناير 1807 وقبل وصوله إلى «تينيدوس» في 10 فبراير كان قد علم بهرب السفير الإنجليزي من القسطنطينية، فبعث إلى الجنرال «فوكس» بهذا الخبر، فأصدر الأخير أمره بإبحار الحملة المعدة بقيادة «فريزر» إلى الإسكندرية، بينما اقتحم «داكويرث» الدردنيل في 19 فبراير في مظاهرة فاشلة؛ لأنه لم ير من الحكمة القيام بعمل عدواني ضد التحصينات التي كان قد أنجزها الأتراك، بينما استبدت بالسفير الإنجليزي نفسه الشكوك في رجاحة عقل الحلفاء الروس الذين سببوا بعدم حكمتهم هذا المأزق، وخشي «داكويرث» «وأربثنوت» أن يكون المقصود من قبول الأتراك لاستئناف المفاوضة مع السفير الإنجليزي مراوغة الإنجليز ونصب الفخاخ لأسطولهم حتى إذا كملت كل استعداداتهم أنزلوا به كارثة كبيرة، فقرر الاثنان عدم الانتظار، والانسحاب بمجرد أن تبدلت لهجة الأتراك معهما عند فراغهم من استعداداتهم، فطلبوا بعزم خروج الأسطول من مياههم، فعاد الأسطول أدراجه في أول مارس ميمما شطر الدردنيل، وقابلته قلاع الدردنيل بإطلاق مدافعها عليه، ففقد مركبين من نوع القرويت وستمائة قتيل، وكان بعد هذه الحوادث بخمسة أيام فحسب أن أقلعت حملة الجنرال «فريزر» من «مسينا»، وهي الحملة التي لو قدر لها النجاح لقضت على حكومة محمد علي.
Page inconnue