373

Le Misbah

المصباح

Maison d'édition

منشورات مؤسسة الأعلمي

Édition

الثالثة

Année de publication

1403 AH

Lieu d'édition

بيروت

Régions
Liban
Empires
Ottomans

أسفنا وإذا تلونا منها الغفور الرحيم فرحنا فنحن بين أمرين فلا سخطتك تؤمننا ولا رحمتك تؤسينا إلهي ان قصرت مساعينا عن استحقاق نظرتك فما قصرت رحمتك بنا عن دفاع نقمتك إلهي انك لم تزل علينا بحظوظ صنايعك منعما ولنا من بين الأقاليم مكرما وتلك عادتك اللطيفة الحقيقة في سالفات الدهور وغابراتها وخاليات الليالي وباقياتها إلهي اجعل ما حبوتنا به من نور هدايتك درجات نرقى بها إلى ما عرفتنا من رحمتك إلهي كيف تفرح بصحبة الدنيا صدورنا وكيف تلتئم في غمراتها أمورنا وكيف يخلص لنا فيها سرورنا وكيف يملكنا باللهو واللعب غرورنا وقد دعتنا باقتراب الآجال قبورنا إلهي كيف نبتهج في دار قد حفرت لنا فيها حفائر صرعتها وفتلت بأيدي المنايا جبائل غدرتها وجرعتنا مكرهين جرع مرارتها ودلتنا النفس على انقطاع عيشها لولا ما صغت إليه هذه النفوس من رفايع لذتها وافتتانها بالفانيات (بالفاتنات) من فواحش زينتها إلهي فإليك نلتجي من مكائد خدعتها وبك نستعين على عبور قنطرتها وبك نستقطم الجوارح عن أخلاف شهوتها وبك نستكشف جلابيب خيرتها وبك نقوم من القلوب استصعاب جهالتها إلهي كيف للدوران تمنع من فيها من طوارق الرزايا وقد أصيب في كل دار سهم من أسهم المنايا إلهي ما تتفجع أنفسنا من النقلة عن الديار ان لم توحشنا هنالك من مرافقة الأبرار إلهي ما تضرنا فرقة الاخوان والقربات ان قربتنا منك يا ذا العطيات إلهي ما تجف من ماء الرجاء مجاري لهواتنا ان لم تحم طير الأشايم بحياض رغباتنا إلهي ان عذبتني فعبد خلقته لما أردته فعذبته وان رحمتني فعبد وجدته مسيئا فأنجيته إلهي لا سبيل إلى الاحتراس

Page 373