Le Misbah
المصباح
Maison d'édition
منشورات مؤسسة الأعلمي
Édition
الثالثة
Année de publication
1403 AH
Lieu d'édition
بيروت
Genres
بمعنى العالي فوق خلقه بالقدرة عليهم والفرق بين العلى والرفيع ان العلى قد يكون بمعنى الاقتدار وبمعنى علو المكان والرفيع من رفع المكان لا غير ولذلك لا يوصف تعالى به بل يوصف بأنه رفيع القدر والشأن الكبير ذو الكبرياء والكبرياء العظمة والشأن والكبرياء أيضا الملك لأنه أكبر ما يطلب من أمور الدنيا وقيل هو الذي كبر عن شبه المخلوقين وصغر دون جلاله كله كبير وقيل هو السيد ويقال لكبير القوم سيدهم الحفيظ هو الحافظ الدوام الموجودات والمزيل تضاد العنصريات يحفظها عن الفساد ويحفظ السماوات والأرض وما بينهما ويحفظ عبده من المهالك والحافظ والحفيظ بمعنى الرقيب المهيمن وقال بعضهم الحفيظ وضع للمبالغة فتفسيره بالحافظ هضم له المقيت المقتدر وأقات على الشئ اقتدر عليه وقال وذي ضعن كففت النفس عنه وكنت على اسائية مقيتا أي قادرا أو المقيت المعطى القوة والمقيت الحافظ للشئ والشاهد عليه وهذه المعاني كلها صادقة عليه تعالى الحسيب الكافي وهو فعيل بمعنى مفعل كاليم بمعنى مؤلم من قولهم أحسبني أي أعطاني ما كفاني وحسبك درهم أي كفاك ومنه حسبك الله ومن اتبعك أي هو كافيك والحسيب المحاسب أيضا ومنه قل كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا أي محاسبا والحسيب أيضا المحصي والعالم الجليل الموصوف بصفات الجلال من الغنى والملك والقدرة والعلم والمتقدس عن النقايص فهو الجليل الذي يصغر دونه كل جليل ويتضع معه كل رفيع الكريم الكثير الخير ونخلة كريمة إذا طاب حملها أو كثر وقوله تعالى انه لقرآن كريم أي كثير الخير دال على أنه من عند الله تعالى والعرب تسمى الذي يدوم نفعه و يسهل تناوله كريما ومن كرمه تعالى انه يبتدء بالنعمة من غير استحقاق ويغفر الذنوب ويعفو عن المسئ وقيل الكريم الجواد المفضل وقيل الكريم العزيز وفى الغريبين الكريم المعبود
Page 324