١٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْبَغْدَادِيُّ، بِهَا، أنبا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أنبا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيَوَيْهِ الْخَزَّازُ، أنبا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفِ بْنِ بِشْرٍ الْخَشَّابُ، أنبا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَهْمٍ، ثنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، أنبا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا ثَابِتٌ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ يَعْنِي أَنَّ جُلَيْبِيْبًا كَانَ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى النِّسَاءِ وَيَتَحَدَّثُ إِلَيْهِنَّ، فَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ: فَقُلْتُ لامْرَأَتِي: اتَّقُوا لا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُنَّ جُلَيْبِيبٌ، قَالَ: وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ إِذَا كَانَ لأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ أَلِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِيهَا حَاجَةٌ أَمْ لا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: «يَا فُلانُ زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ» .
قَالَ: نِعِمَّ وَنُعْمَةُ عَيْنٍ.
قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ لِنَفْسِي أُرِيدُهَا» .
قَالَ: فَلِمَنْ؟ قَالَ: «لِجُلَيْبِيبٍ» .
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا.
فَأَتَاهَا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَخْطُبُ ابْنَتَكِ.
قَالَتْ: نِعِمَّ وَنُعْمَةُ عَيْنٍ زَوِّجْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ.
قَالَ: إنَّهُ لَيْسَ لِنَفْسِهِ يُرِيدُهَا.
قَالَتْ: فَلِمَنْ؟ قَالَ: لِجُلَيْبِيبٍ، قَالَتْ: حَلْقِي أَجُلَيْبِيبٌ ابْنُهُ؟ لا، لَعَمْرُ اللَّهِ لا أُزَوِّجُ جُلَيْبِيبًا.
فَلَمَّا قَامَ أَبُوهَا لِيَأْتِيَ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَتِ الْفَتَاةُ مِنْ خِدْرِهَا لأَبَوَيْهَا: مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمَا؟ قَالا: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
قَالَتْ: أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَمْرَهُ؟ ادْفَعُونِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَإِنَّهُ لَنْ يُضَيِّعَنِي.
فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: شَأْنُكَ بِهَا فَزَوِّجْهَا جُلَيْبِيبًا.
فَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ لِثَابِتٍ: أَتَدْرِي مَا دَعَا لَهَا بِهِ النَّبِيُّ ﷺ؟ قَالَ: وَمَا دَعَا لَهَا بِهِ النَّبِيُّ ﷺ.
قَالَ: «اللَّهُمَّ صُبَّ عَلَيْهِمَا الْخَيْرَ صَبًّا صَبًّا، وَلا تَجْعَلْ عَيْشَهُمَا كَدًّا كَدًّا» .
قَالَ ثَابِتٌ: فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوٍ لَهُ فَأَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: نَفْقِدُ فُلانًا، وَنَفْقِدُ فُلانًا، وَنَفْقِدُ فُلانًا، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ أَحَدًا؟» قَالُوا نَفْقِدُ فُلانًا، وَنَفْقِدُ فُلانًا.
ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: نَفْقِدُ فُلانًا وَفُلانًا.
ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ» .
قَالُوا: لا.
قَالَ: " لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَاطْلُبُوهُ فِي الْقَتْلَى، فَنَظَرُوا فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ.
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، أَقَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ؟ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ؟ أَقَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ؟ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ» .
فَوَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى سَاعِدِهِ ثُمَّ حَفَرُوا لَهُ مَا لَهُ سَرِيرٌ إِلا سَاعِدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتَّى وَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ.
قَالَ ثَابِتٌ: فَمَا فِي الأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقُ مِنْهَا.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ جُلَيْبِيبًا كَانَ رَجُلا مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ حَلِيفًا مِنَ الأَنْصَارِ وَالْمَرْأَةُ الَّتِي زَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِيَّاهُ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ.
رَوَاهُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عُمَرَ بْنِ سُلَيْطٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ
1 / 19