مثل هذه المعطيات، وأترك للقارىء حرية الحكم على الملاحظات التي قد تتعارض مع الإستلاحة.
ان الطبيعة لم تحب سكان المتيجة. انهم مجبلون على الكسل والنذالة والخيانة والحقد والدسيسة. وليس لهم مورد غير التسبيقات التي يقدمها لهم الجزائريون (سكان العاصمة) مقابل الإعتناء بمزارعهم وقطعانهم، وما يدره عليهم الحليب الذي يبيعونه في مدينة الجزائر. وعندما يراد وصف شخص بأنه كسول ومسكين يقال عادة أنه من متيجة.
ان قمح هذه المنطقة أقل جودة من غيره، ولونه يميل إلى الواد وكمية النشاء فيه أقل من تلك التي تحتوي عليها القموح الأخرى. ولا يمكن خزنه أكثر من سنة لأنه يتعرض للفساد حتى ولو كان البذر من مكان آخر.
وهذا العيب ناتج عن جو المنطقة ومناخها، ويقول الفلاحون أن اللون القريب من السواد ناتج عن كثرة الندى الذي يتساقط على القمح قبل فترة النضج. وهذا أمر لا نجده في بافي أنحاء الإيالة. إنني أتكلم عن بصيرة لأنني كما ذكرت في السابق، أحد المالكين في المتيجة، وأزرع سنويا في هذا السهل، ولحسابي الخاص، حوالي مائة وستين حمولة جمل من القمح، وحولي مائة أو مائة وعشرين من الشعير.
إنني أزور هذا السهل مرة في ربيع كل سنة لأنني أخشى الحمى في الفصول الأخرى، وحتى في هذه الفترة آخذ معي ماء الكولونيا وغيره مما يقيني شر الهواء الفاسد، كما أتزود من ماء مدينة الجزائر أشرب منه. إن هذا السهل يشبه الغدير في الشتاء، وفي الصيف والخريف تستوطنه
1 / 49