Miroir des jardins et leçon pour les éveillés : connaître les événements considérables du temps

Al-Yafiʿi d. 768 AH
75

Miroir des jardins et leçon pour les éveillés : connaître les événements considérables du temps

مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر¶ من حوادث الزمان

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

الفريقين النار، حين خافوا أن يصطلحوا ما يسوء الفجار، من إقامة الحدود، والأخذ لدم عثمان بالثأر. فأشعلوا نار الحرب بالليل. حتى التقى الرجالة والخيل. وجرى دماء الفريقين كالسيل. فكل من مد يده إلى خطام الجمل الذي عليه أم المؤمنين عائشة ﵂ راكبة لم يرجع إليه يده بل هي بضرب السيوف الماضيات ذاهبة وتقاتل الأقران. وتناشدوا عند ذلك الاشعار. وقطع على خطام الجمل سبعون يدًا من بني ضبة كلما قطعت يد أخذ الزمام آخر وهم ينشدون. نحن بنو ضبة أصحاب الجمل ... ننازل الموت إذ الموت نزل والموت أشهس عنط نط مش العسل وكانوا من حزب عائشة وطلحة والزبير، وبلغت القتلى يومئذ ثلاثة وثلاثين ألفًا على ما ذكر أهل التوإريخ، ل ذلك وعائشة ﵂ راكبة على الجمل، فأمر علي بعقر ذلك الجمل المسمى بعسكر، فخمل الشر عند ذلك وظهر علي ﵁ وانتصر، ثم جاء علي إلى عائشة فقال: غفر الله لك فقالت: ولك، ملكت فاسجح فما أردت إلا الإصلاح فبلغ من الأمر ما ترى، فقال: غفر الله لك، فقال: ولك، ثم إنه أمر معها عشرين امرأة من ذوات الشرف والدين من أهل البصرة يمضين معها إلى المدينة، وأنزلها في دار وأكرمها، ثم سفرها إلى المدينة الشريفة وشيعها بأولاده وودعها. وقتل ذلك اليوم طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي أحد العشرة الكرام المشكورين في الأنام قيل رماه مروان بن الحكم، والله تعالى أعلم، مع أنه كان معهم ومن حزبهم لا من حزب علي ﵁، لكن قيل رماه من أجل ضغن كان في قلبه منه. ومن مناقبه أنه وقى النبي ﵌ بيده يوم أحد، وقول الذي ﵌ " أوجب طلحة " أي وجبت له الجنة لما رفع النبي ﵌ إلى الصخرة، وكونه من العشرة المشهود لهم بالجنة. وممن قتل ذلك اليوم محمد بن طلحة، كان فضله مشهورًا، وإليه يشير قائل بقوله: وأشعث قوام بآيات ربه ... قليل الأذى فيما يرى العين مسلم يناشدني حاميم والرمح شاجر ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم الأبيات إلى قوله فخر صريعًا لليدين وللفم. وقتل الزبير بن العوام القرشي الأسدي حواري النبي ﵌ وابن عمته صفرة، وأول من سل سيفًا فى سبيل الله تعالى، الذي قال ﵌ في قاتله في بعض الأخبار: " وبشروا قاتل ابن صفرة بالنار ". قتله ابن جرموز بوادي السباع

1 / 81