فقال التي قد رام موسى ولم يقل ... لدى الطور في أعلى السما غير دائم
فقال لسان الحال في ذاك منشدًا ... يعبر عن موسى بنظم ملائم
قضاها لغيري وابتلاني بحبها ... بسابق علم لست فيه بعالم
أنا طالب والغير مطلوب أنا ... بها مغرم أهريق في حبها دمي
معنى بها والغير فيها منعم ... ولكم بين مشغوف معنى وناعم
فلا نلت ما قد رمت منها ولا أنا ... من العتب أو بلوى هواها بعالم
نهار التجلي صعقة قد لقيتها ... بها ضل عقلي زائلًا غير فاهم
كفى شرفًا أن الحبيب مثبت ... لمذهب عقل للكليم وكالم
لطرف أديب لم يرغ لا ولا طغى ... وقلب لبيب ساكن غيرهائم
رأى ووعى ما لم ير غيره ولا ... وعى في السما من آية ومعالم
علا فوق كل المصطفين مقربًا ... بأعلى مقام ما له من مزاحم
وعاد قرير العين في خلع الرضا ... وغانم ما لم يغتنم كل غانم
بيمناه سيف الحق والرأس مكرم ... بتاج العلى والظهر بزهو بخاتم
ألا يا رسول الله يا معدن الندى ... ويا بحر جود يا مقر المكارم
ويا من ملأ الكونين فضلًا وسؤددًا ... فياضًا لفضل للخلائق عاصم
ومن أمتي والرسل نفسي مقالهم ... يقول وهم ما بين جاث وجاثم
من الهول يا غوث الورى من جهنم ... إذا ظن كل أنه غير سا لم
لعاص فقير يافعي يماني ... لمداحكم يا سيد الرسل خادم
أغث وأجر واشفع له ولعشرة ... مضى ذكرهم في نظمه المتقادم
فاصل واصل ثم شيخ وأهله ... وصهر وذي الأرحام أهل التراحم
وخل وقارىء كتبه ثم سامع ... وجار فكم حق على الجار لازم
فأنت الذي لا شك تحت لوائه ... غدا آدم يمشي فمن دون آدم
عليك صلاة الله ثم سلامه ... يصوغان نشرًا محييا كل شامم
وآلك أهل الفضل والفخر والعلى ... وأصحابك الزهر النجوم النواجم
وأزواجك الغر القوانت في الدجى ... ذوات الصلاح القانتات الصوائم
وسبحان من ذاتًا ووصفًا مقدس ... وأشرف مبد وذكر وخاتم
ذكر خاتم النبوة
روينا في الكتاب عن السائب بن يزيد قال: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله
1 / 35